ابتكار كبسولة تصوير متطورة لرصد سرطان المريء في مراحله المبكرة

كشفت دراسة حديثة عن تطوير تقنية تصوير جديدة تحمل اسم التنظير الداخلي المعزز بالأكسجين - كبسولة ”O2E“، تم ابتكارها بالتعاون بين باحثين من مركز هلمهولتز في ميونيخ، وجامعة ميونيخ التقنية الألمانية، وجامعة فيينا الطبية، تتيح الكشف بدقة عالية عن الآفات السرطانية في المريء في مراحله المبكرة.
ووفقاً للدراسة المنشورة في مجلة Nature Biomedical Engineering, فإن التقنية الجديدة تمكّنت من رصد أدق التغيرات المرضية في الأنسجة، بما يتيح تشخيصاً أسرع وأكثر دقة مقارنة بالوسائل التقليدية.
تعتمد تقنية O2E على الجمع بين التصوير المقطعي البصري للتداخل ”Optical Coherence Tomography“ الذي يكشف البنية النسيجية، والتصوير الصوتي البصري ”Optoacoustic Imaging“ الذي يستخدم نبضات ضوئية مع كشف بالموجات فوق الصوتية لرسم صورة دقيقة للأوعية الدقيقة داخل الأنسجة.
ويتم دمج هذين المستشعرين في كبسولة متطورة تمسح جدار المريء بشكل دائري، منتجة صوراً ثلاثية الأبعاد عالية الدقة تكشف أدق التفاصيل النسيجية.
في تجارب أولية شملت أنسجة من حيوانات وعينات بشرية لمرضى مصابين بـ ”مريء باريت“ - وهي حالة تُعد مؤشراً مبكراً لاحتمال تطور سرطان المريء - نجحت التقنية في التمييز بين الأنسجة السليمة والمراحل ما قبل السرطانية والأورام الخبيثة.
كما اختبر الباحثون الكبسولة على الشفة الداخلية لأحد المتطوعين لتشابهها في خصائصها النسيجية مع المريء، في خطوة تهدف إلى إثبات المفهوم قبل الانتقال للتجارب السريرية.
في عام 2025، انطلق مشروع أوروبي بدعم من مجلس الابتكار الأوروبي ”EIC“ تحت اسم ESOHISTO, لتطوير الكبسولة لتصبح صالحة للاستخدام البشري.
ويخطط الفريق لدمج تقنية التنظير المجهري الخلوي البؤري ”Confocal Endo-Microscopy“ لتمكين فحص البنى الخلوية بشكل أدق أثناء الإجراء، مما قد يقلل الحاجة لأخذ عينات أنسجة متعددة ويسرّع التشخيص.
يتوقع الباحثون أن يسهم التشخيص المبكر في خفض تكاليف علاج سرطان المريء بشكل كبير، إذ قد تنخفض من نحو 140 ألف يورو في المراحل المتقدمة إلى قرابة 10 آلاف يورو فقط عند العلاج في المراحل المبكرة.
ويهدف مشروع ESOHISTO إلى إتمام مراحل التطوير والتحقق من فعالية التقنية، تمهيداً لطرحها تجارياً وتوظيفها في الممارسات الطبية.