أنصار الإمام الحسين (ع): هفهاف بن المهنّد الراسبي
هفهاف بن المهنّد الراسبي الأزدي البصري 
هو فارس مُنتمي إلى شيعة البصرة، ويُعدّ من أبرز شهداء واقعة الطف الذين وصلوا إلى كربلاء بعد استشهاد الإمام الحسين وانضمّوا إلى القتال دفاعًا عن أهله وبيته 
.
سيرته ومكانته: يعود هفهاف بن المهنّد إلى قبيلة الأزد التي استقرت في البصرة، وقد عُيّن من قِبَل الإمام علي أميرًا على قسم من سكان البصرة في معركة صفين، وشهد معارك الجمل وصفين والنهروان، وظل ملازمًا للإمام علي ثم الإمام الحسن، وبعد ذلك استجاب لدعوة التوجه إلى كربلاء عند خروج الإمام الحسين .
يُذكر أن اسمه ”الهفهاف“ يعني الرجل النحيل أو الخفيف بالجسد، وربّما يدل ذلك على سرعة مروره وبساطته في المشي. ورد اسمه في المصادر الشيعية المبكّرة في سِجلات الفضيل بن الزبير الكوفي، مُختصرًا كأحد الذين قُتلوا مع الإمام الحسين ، حيث عُرف بورعه وتقواه وشجاعته، وقد عُد من المؤمنين المخلصين لولائهم لأهل البيت من البصرة.
• الرحلة من البصرة إلى كربلاء: حين بلغ خبر خروج الإمام الحسين توجه هفهاف فجرًا من البصرة نحو كربلاء، رغم أنّ المعركة قد انتهت وقت وصوله.
• الدخول إلى مخيم القوم: استفسر هفهاف بن المهنّد «رضوان الله عليه» أمام جيش عمر بن سعد عن مكان الإمام الحسين فأُخبر بأنّ الجميع قد قُتِلوا وقُتِلت عيال أهل البيت ، لكنّه لم يثنه ذلك عن المنازلة.
• المواجهة والشهادة: انتضى هفهاف بن المهنّد سيفه وارتجز قائلًا: يا أيّها الجند المجنّد … أنا الهفهاف بن المهنّد … أحمي عيالات محمد، وقاتل ببسالة وقتل عددًا منهم، حتى افتدى نفسه واستشهد على أيديهم.
• تقدير الإمام السجاد: نُقل عن الإمام زين العابدين أنّه قال: ”فما رأى الناس فارساً شجاعاً بعد علي بن أبي طالب مثل هذا الرجل“، تقديرًا لشجاعته وتفانيه.
• آخر الشهداء: يُعدّ هفهاف آخر شهيد وصل إلى كربلاء وأدى نصرة واقعة الطف رغم التأخّر، وذكر بعض المرويات أنّه آخر رجل سقط في المعركة.
يُعد هفهاف بن المهند الراسبي رمزًا للتضحية والإخلاص؛ فقد لبَّى نداء الحق رغم التأخّر، ولم يهاب المواجهة دفاعًا عن أهل البيت ، حتى وُجد في كربلاء بعد رحيل الإمام الحسين ، فكان آخر الشهداء الذين سقطوا هناك إثر اجتهاده في الوصول والدفاع عن كرامة النبي محمد وآله «عليهم أفضل الصلاة والسلام».
السلام على هفهاف بن المهنّد الراسبي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّا.
