جلسة واحدة أنقذت زواجًا من الانهيار.. تعرف على القصة

أظهرت تجربة إرشادية في مركز البيت السعيد بمدينة صفوى قدرة الاستشارات الأسرية على إنقاذ الزواج من الانهيار، حيث تمكنت جلسة واحدة من تغيير نظرة زوج كان على وشك الانفصال بسبب تراكم سوء الفهم وتوقعات غير واقعية.
وأوضح المرشد الأسري الشيخ صالح آل إبراهيم أن الزوج وصل إلى مرحلة يأس دفعته لاتخاذ قرار الطلاق رغم غياب العنف أو الخيانة، مشيراً إلى أن السبب الحقيقي كان سوء التواصل وتصاعد الخلافات غير المفهومة.
وتحدث الشيخ آل إبراهيم عن حالة الزوج الذي جاء إلى المركز وهو في قمة الإحباط، مؤكدًا أنه لم يكن هناك خيانة أو أسباب مألوفة للطلاق، بل تراكمت المفاهيم الخاطئة التي جعلته يظن أن العلاقة الزوجية يجب أن تكون مثالية بلا خلافات.
وقال خلال الجلسة الإرشادية الأولى، بدأ تفكيك تلك الأفكار المغلوطة، حيث شرح له أن الخلافات أمر طبيعي وأن الحب مهارة يمكن تعلمها وتنميتها، ما فتح له آفاقًا جديدة لفهم الزواج بشكل أكثر واقعية.
ووصف الشيخ آل إبراهيم بداية الجلسة بأن الزوج كان مغلقًا ويتحدث بحزم عن عدم تحمله الاستمرار، لكنه مع تقدم الحوار بدأ يتقبل الأفكار الجديدة ويدرك أن المشكلة ليست في الزواج بحد ذاته، بل في توقعاته التي لم تتوافق مع الواقع.
وأضاف ”بعد الجلسة، غادر الزوج بنظرة مختلفة، وعاد لاحقًا ليشكر المركز على ما وصفه ب“ الفرصة الثانية ”التي منحته إياها لحظة صدق في غرفة الإرشاد“.
وأكد أن قرار الطلاق وسلامة العلاقة الزوجية يفصل بينهما شعرة رفيعة لا تراها العين في زحمة المشاكل، لكن الوعي والتغيير في الإدراك يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا.
وأوضح أن الاستشارات الأسرية لا تهدف إلى معالجة عوارض المشاكل فقط، بل تحاول تعديل الجذور الفكرية والسلوكية التي تسبب الخلافات، ما يساهم في تعزيز استقرار الأسرة والمجتمع.
وأشار إلى أن معظم حالات الطلاق يمكن تفاديها إذا لجأ الأزواج للاستشارات الأسرية مبكرًا، مبينًا أن التغيير الناجح لا يأتي من عبارات عاطفية فقط، بل من تحليل علمي دقيق للأفكار الخاطئة واستبدالها بمفاهيم سليمة تساعد على احتواء الخلافات وإعادة بناء علاقة صحية.
وأضاف أن المركز يستقبل مئات الحالات سنويًا التي تشبه هذه القصة، ما يؤكد أهمية دور الإرشاد المهني في الوقاية من الانفصال.
وشدد الشيخ آل إبراهيم على أن جلسة واحدة أحيانًا تكفي لفتح نافذة جديدة في العلاقة الزوجية، تعيد تشكيل الفهم المشترك وتخفف من حدة التوتر، مما يمنح الأزواج فرصة حقيقية لإعادة الأمل إلى حياتهم الزوجية.