آخر تحديث: 23 / 8 / 2025م - 11:41 ص

أنصار الإمام الحسين (ع): سيف بن الحارث الهمداني

محمد يوسف آل مال الله *

سيف بن الحارث الهمداني من أنصار الإمام الحسين الذين استشهدوا بين يديه في واقعة كربلاء سنة 61 هـ، وهو من قبيلة همدان اليمنية المعروفة بوفائها لأهل البيت ، وقد حضر مع ابن عمّه مالك بن عبد بن سريع الهمداني وشارك معه في نصرة الإمام الحسين .

نسبه: هو سيف بن الحارث بن سريْع الهمداني، من بني جُبارة، وهم بطن من همدان، وكان يعرف بالشجاعة والولاء لأهل البيت .

حضوره في كربلاء: جاء سيف بن الحارث «رضوان الله عليه» إلى كربلاء مع الإمام الحسين ، وقاتل بين يديه في المعركة الفاصلة، وفي يوم عاشوراء، عندما اشتد القتال، برز هو وابن عمّه مالك بن عبد، وكانا يبكيان، فسألهما الإمام الحسين عن سبب بكائهما، فقالا: ”والله ما على أنفسنا نبكي، ولكن نبكي عليك، نراك قد أُحيط بك ولا نقدر أن نمنعك“، فقال لهما الإمام الحسين كلامًا عظيمًا يعبّر عن رضاه عليهما: ”جزاكما الله يا ابنَي أخيّ خيرًا، فما من مؤمنٍ يواسي نبيّه ثم لا يجزى“، ثم قاتلا حتى استُشهدا معًا في المعركة، فكانا من شهداء الطف الأوفياء.

مكانته: ذُكر سيف بن الحارث في كتب التاريخ والرجال من ضمن الشهداء الذين نالوا شرف الشهادة بين يدي الإمام الحسين ، ومنهم:

• كتاب ”الإرشاد“ للشيخ المفيد

• كتاب ”أنصار الحسين“ لعبد الله السماوي

• كتاب ”أعيان الشيعة“ للسيد محسن الأمين

مشهد استشهاده في كربلاء: في يوم عاشوراء، وقد اشتدّ الحصار على الإمام الحسين ، خرج سيف بن الحارث بن سريّع الهمداني مع ابن عمّه مالك بن عبد، وكانا من رجال قبيلة همدان الأوفياء، وقد وقفا بين يدي الإمام الحسين ، ودموعهما تنهمر، فسألهما: ”يا ابني أخي، ما يبكيكما؟! فوالله إنّي لأرجو أن تكونا عن ساعةٍ قريري العين». فأجاباه بصدق المحب الوفيّ: فداك أرواحُنا، والله ما على أنفسنا نبكي، ولكن نبكي عليك، نراك قد أحيط بك ولا نقدر أن نمنعك“، فأثنى عليهما الإمام ، وقال: ”جزاكما الله يا ابنَي أخي خيرًا، فما من مؤمنٍ يواسي نبيّه ثم لا يُجزى“.

ثم دخلا الميدان، وقاتلا قتال الأبطال حتى استُشهدا سويًّا، ففازا بالشهادة مع سيّد الشهداء، وخلّدا أسماءهما في سجل الخالدين. فسلام على سيف بن الحارث يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّا.