آخر تحديث: 31 / 7 / 2025م - 3:51 م

هكذا حوّل الدرورة رائحة البخور إلى مشروع ثقافي يضم 28 مؤلفًا

جهات الإخبارية

وقع رئيس منتدى النورس الثقافي الدولي، علي الدرورة، أحدث مؤلفاته ”البخور في الأمثال الشعبية في الخليج والوطن العربي“، وذلك ضمن جلسة ثقافية جمعت نخبة من الأدباء والمثقفين بمدينة القطيف.

ويأتي هذا الإصدار في طبعته الثانية لعام 2025 م، ليضاف إلى سجل الدرورة الحافل الذي يضم الآن 28 كتابًا كرسها بالكامل لثقافة البخور وتاريخه وتجلياته الأدبية.

وأوضح الدرورة أن كتابه الجديد، الذي يقع في 200 صفحة من الحجم الوزيري، يُعد موسوعة ألفبائية متكاملة على غرار المعاجم المتخصصة، ويمثل إحدى أهم الدراسات الفلكلورية الحديثة التي ترصد أثر البخور في الوجدان الشعبي.

وأكد أن هذا العمل هو نتاج خبرة طويلة في حقل التراث، قُدم في قالب أكاديمي رصين ليسد فراغًا في المكتبة العربية حول هذا الموضوع الثقافي العميق.

وأشار إلى أن انطلاقته في هذا العالم الفريد بدأت في عام 2008 م بأربع قصائد قصيرة كانت بمثابة الشرارة الأولى التي فتحت أمامه أبوابًا معرفية واسعة.

وبيّن أن تلك البداية المتواضعة قادته إلى فكرة تأسيس مشروع أدبي متكامل يتمحور حول البخور، على غرار تجاربه السابقة في تخصيص دواوين شعرية مستقلة لموضوعات محددة مثل الفراشات واللؤلؤ والنخيل، وهو ما يعكس منهجًا فريدًا في التعامل مع مفردات الطبيعة والتراث.

وشدد الدرورة على أن توظيف البخور في الشعر ليس بالأمر الجديد، فقد ورد ذكره منذ العصور الهيلينية وتغنّى به كبار الشعراء، إلا أن تجربته تكمن في كونها الأولى من نوعها التي تخصص دواوين شعرية كاملة للبخور.

وأكد أنه لم يقف خلال بحثه الطويل على إرث أدبي مشابه في تاريخ الشعر العربي، حيث لم يسبق لشاعر أن أصدر ديوانًا واحدًا كاملًا عن البخور، بينما وصل رصيده الشخصي حتى اليوم إلى سبعة عشر ديوانًا شعريًا في هذا المجال.

وأضاف أن هذه الرحلة الأدبية، التي بدأت بديوان ”بخور لأساطير البحر“ عام 2009 م، لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتاج إرادة وفعل مستمرين، حيث تحولت فكرة بسيطة إلى مشروع حياة أدبي.

وألمح إلى أن هذه التجربة أثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط الأدبية والنقدية، وصارت دواوينه المتتالية، بعناوينها المنتقاة بعناية، مادة خصبة للدراسة والتحليل، باعتبارها ظاهرة أدبية مستحدثة أضافت بعدًا جديدًا للشعر العربي المعاصر.

وأثارت هذه التجربة اهتمام النقاد والباحثين العرب، حيث أعدّ عدد من الأكاديميين دراسات نقدية تحليلية لسلسلة دواوينه، واعتبروا ما قدمه تجربة فريدة في الشعر العربي الحديث، مميزة بتوظيفه المستمر للبخور كعنصر مركزي يربط بين التراث والأدب.

وأكد الدرورة أن هذه السلسلة لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة سنوات من التجربة والبحث والتأمل، مشيرًا إلى أهمية اختيار العناوين بعناية فائقة لتعكس هوية كل ديوان، معتبراً أن هذه الدواوين فتحت آفاقًا جديدة في فهم التراث الشعبي وعلاقته بالثقافة المعاصرة.

بهذا الإنجاز، يعيد الدكتور علي الدرورة تأكيد مكانة البخور في الذاكرة الثقافية الخليجية، ويقدم نموذجًا متميزًا لجمع بين التراث والأدب المعاصر، مؤكدًا أثره الإيجابي المباشر على إثراء المشهد الثقافي السعودي والعربي بشكل عام.