رطوبة الخليج تُضاعف خطر ضربات الحرارة.. وخبيرة تحذر من «الخفية»

حذرت خبيرة مناخية من أن ارتفاع مستويات الرطوبة في أجواء الخليج العربي خلال فصل الصيف يضاعف من احتمالية الإصابة بضربات الحرارة.
وأشارت إلى أن ”الحرارة المحسوسة“ قد تتجاوز الفعلية بنحو 20 درجة مئوية، مما يزيد من المخاطر الصحية على فئات واسعة من السكان.
ورأت الدكتورة أفنان الملحم، أستاذ المناخ المساعد بجامعة الملك فيصل، أن الأثر المشترك بين ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية يؤدي إلى ما يعرف علميًا بـ ”التحمئة بالرطوبة“، وهي حالة مناخية تتسبب في احتباس الحرارة داخل جسم الإنسان، ما قد يرفع حرارته الداخلية إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للصحة، خصوصًا عند التعرض لفترات طويلة.
وبيّنت أن الجسم يعتمد في تبريده الذاتي على تبخر العرق، إلا أن وجود بخار ماء كثيف في الهواء نتيجة ارتفاع الرطوبة يعوق هذه العملية الطبيعية، ويمنع خروج الحرارة من الجسم، مما يضاعف من خطر الإصابة بضربات الشمس أو ما يُعرف طبيًا بـ ”ضربة الحرارة“، التي تتطلب تدخلاً إسعافيًا عاجلًا.
وذكرت أن مناطق الخليج تشهد خلال شهور الصيف موجات حرارة قد تصل إلى 48 درجة مئوية، مصحوبة بمستويات رطوبة تتجاوز 80%، خصوصًا في المناطق الساحلية، مما يولّد إحساسًا بدرجة حرارة قد تبلغ 65 درجة مئوية. واعتبرت أن هذه الظروف تفسر تزايد حالات الإجهاد الحراري في أوساط مختلفة.
وأكدت أن الخطر لا يستثني أحدًا، غير أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة للتأثر، في مقدمتهم كبار السن، والأطفال، والمصابون بأمراض مزمنة مثل القلب، إلى جانب العمال في الميدان المكشوف، خاصة في قطاعات الإنشاءات والزراعة، والرياضيين الذين يمارسون أنشطتهم في الهواء الطلق.
ودعت إلى ضرورة متابعة مؤشر ”الحرارة المحسوسة“ في نشرات الطقس اليومية، والتقليل قدر الإمكان من الأنشطة الخارجية خلال ساعات الذروة بين العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، مع اعتماد تدابير وقائية تشمل ارتداء ملابس قطنية خفيفة ذات ألوان فاتحة، وشرب كميات كافية من المياه على فترات منتظمة.
وشددت على أهمية توفير أماكن مظللة ومبردة لراحة العمال في المواقع المكشوفة، موضحة أن هذه الإجراءات البسيطة تساهم بشكل كبير في تقليل التعرض للمخاطر المرتبطة بموجات الحر الشديدة المصحوبة برطوبة عالية.