التدخل السريع والتوعية الأسرية.. خط الدفاع الأول ضد حالات الغرق في الصيف

مع تزايد حالات الغرق خلال الإجازات الصيفية، دق مختصون في مجالات الإنقاذ والطوارئ وأطباء الأطفال ناقوس الخطر، مؤكدين أن غياب الوعي الأسري وضعف الرقابة على الأطفال يمثلان عوامل رئيسية وراء هذه الحوادث، التي غالبًا ما تنتهي بفقدان أرواح كان بالإمكان إنقاذها.
وكشف نائب قائد فريق ”غوث“ للإنقاذ، صالح الصالح، أن الفريق يتكوّن من عناصر متطوعين تلقوا تدريبًا عاليًا في مجالي الإسعافات الأولية والإنقاذ البحري.
وأشار إلى أن الفريق يستجيب بشكل فوري لبلاغات الغرق، ويعمل بتناغم مع الجهات الرسمية المعنية، مثل حرس الحدود والدفاع المدني والهلال الأحمر، بهدف رفع فرص النجاة. ولفت إلى أن سرعة التدخل الاحترافي تمثل عاملًا حاسمًا في إنقاذ المصابين.
وفي الإطار ذاته، شدد مدرب الغوص زياد العزوز على أن الوقاية تبدأ من داخل المنزل، معتبرًا أن تعليم الأطفال مهارات السباحة الأساسية منذ الصغر هو مسؤولية أسرية بالدرجة الأولى.
ونبّه إلى أن اختيار أماكن سباحة آمنة ومخصصة، توفر منقذين مؤهلين، هو من أهم عوامل الحماية، إلى جانب الرقابة المباشرة من الأهل، دون الاعتماد الكلي على أدوات السلامة.
وأضاف العزوز أن فهم الطرق الصحيحة لإنقاذ الغريق، مثل الاقتراب من الخلف لتفادي المقاومة العنيفة، ومعرفة كيفية التبليغ السريع للجهات المعنية، أمور لا تقل أهمية عن الإنقاذ نفسه.
وفي السياق الطبي، أوضح الدكتور علي الجابري، طبيب طوارئ أطفال بتجمع الرياض الصحي، أن الكثير من حالات الغرق تحدث نتيجة الإهمال المنزلي، خاصة في المسابح غير المؤهلة، حيث تفتقر إلى وسائل السلامة الأساسية. وأكد أن غياب ثقافة الإسعافات الأولية، خصوصًا ما يتعلق بالإنعاش القلبي الرئوي، يسهم في مضاعفة حالات الوفاة.
وتزامنًا مع هذه التحذيرات، أطلق تجمع الشرقية الصحي حملة توعوية تحت شعار ”الغرق هو الاختناق القاتل“، تهدف إلى نشر ثقافة السلامة المائية والحد من الحوادث المأساوية، لا سيما في أوساط الأطفال.
وشددت الحملة على أهمية الرقابة الأسرية المستمرة، وتوفير سترات النجاة، والتدريب على مهارات الإسعاف والإنقاذ، وعدم التهاون في السباحة في الأماكن غير المخصصة أو مجهولة العمق.
وركزت الحملة على ضرورة تفادي السباحة بعد تناول الطعام أو في حالات الإرهاق، مع التأكيد على إبقاء وسائل الاتصال في متناول اليد، لضمان سرعة التبليغ والاستجابة في حال وقوع أي طارئ.