خبير نفسي: التردد في الزواج بسبب تجارب الأهل نظرة سطحية
حذّر الدكتور أسامة الجامع، المعالج النفسي المتخصص في علم نفس الأسرة والزواج، من أن التردد الذي يبديه بعض الأفراد تجاه قرار الزواج قد يكون متجذرًا في تجارب سلبية عايشوها ضمن علاقات والديهم.
وشدد في الوقت ذاته على أن اتخاذ قرار حاسم بعدم الزواج بناءً على هذه الخلفية وحدها يُعد نظرة سطحية وغير منصفة للحياة وتجاربها الفريدة.
وأوضح الدكتور الجامع أن لكل جيل سماته وظروفه الخاصة التي تميزه عن غيره، مؤكدًا أن كل تجربة زواج هي كيان مستقل بذاته، لا يمكن قياسها أو الحكم عليها مسبقًا بالاستناد إلى تجارب سابقة، سواء كانت ناجحة أم فاشلة.
ونوّه إلى أن الحياة تزخر بالفرص والخيارات الإيجابية التي يمكن للفرد استثمارها لبناء مستقبله، داعيًا إلى عدم السماح للمؤثرات السلبية الموروثة من الماضي بأن تعيق اتخاذ القرارات المصيرية.
وفي سياق متصل، أشار الجامع إلى أن النشأة في بيئة أسرية مثالية لا تضمن بالضرورة قدرة الفرد على اختيار شريك حياة مناسب بشكل تلقائي، فكما أن التجارب الإيجابية لا تضمن النجاح، فإن التجارب السلبية في المقابل لا تعني حتمية الفشل في المستقبل.
ودعا في هذا الصدد إلى ضرورة تفعيل دور العقل والتفكير الواعي والمستقل عند الإقدام على خطوات مصيرية، وفي مقدمتها الزواج، كوسيلة أساسية لتجاوز أي تأثيرات سلبية قديمة.
وشدد على الأهمية القصوى لأن يكون قرار الارتباط نابعًا من إدراك شخصي عميق ورؤية مستقبلية واضحة المعالم، محذرًا من مغبة إسقاط إخفاقات الماضي أو محاكاة نماذج الآخرين.
وأكد أن مسؤولية الاختيار تبدأ وتنتهي عند الفرد نفسه، وتعتمد كليًا على رؤيته الخاصة لشكل الحياة التي يطمح إليها، بعيدًا عن أي مؤثرات خارجية قد تشوش على قراره.
