آخر تحديث: 29 / 7 / 2025م - 1:09 م

القراءة التي تخفف التوتر

يوسف أحمد الحسن * مجلة اليمامة

إذا كنت تعاني التوتر فإن هناك أنواعًا من القراءات التي تخفف منه حتى توصلك إلى حالة من الاسترخاء والهدوء النفسي، فالقراءة ليست تعاملًا مع الأوراق أو الشاشات فقط، بل هي مساعد على الاستقرار النفسي عبر إعطاء جرعات من الوعي الصلب والبلسم الذي يضمد الجراح، ذلك أن مجرد التركيز على القراءة يصرف الذهن عن التوتر. فما هي القراءات التي تقوم بذلك؟

يمكن القول بقدرٍ من الاطمئنان إن أغلب الكتب تبعد عنك التوتر حين الاستغراق فيها، لأن القارئ حينما يقرأ فإنه ينسى نفسه، سابحًا في منطقة أخرى بعيدة عن واقعه، ومن ثم فهو هروب إيجابي من واقعه. لكن الروايات ذات الإيقاع الهادئ، وكتب الشعر والأدب الجميل والحكم الخفيفة، وحتى بعض كتب تطوير الذات، كفيلة بأن تنتشل قارئها من حال التوتر والقلق. كذلك الأمر مع كتب الفكاهة والنكات الخفيفة، والكتب الصوتية المقروءة بصوت هادئ. وللحصول على أفضل نتيجة على القارئ أن يقرأ قراءة بطيئة، فقد يساعده ذلك على تصفية ذهنه. كذلك فإن قراءة السير الذاتية لشخصيات تغلبت على مشاكل وتحديات قد تؤدي الغرض نفسه.

وهناك روايات تسمى الروايات الهروبية «Escapist Fiction»، وهي روايات تتنوع اتجاهاتها بين الفانتازيا والخيال العلمي والرومانسية والجريمة والجاسوسية، لكن يجمعها أنها تنقل القارئ إلى عوالم من المغامرات والقصص الخيالية التي توفر ملاذًا مؤقتًا من الواقع، كما تتميز ببساطتها وتبسيطها للصراعات، وعادة ما تكون نهاياتها سعيدة أو غير واقعية بإيجابيتها. ولأنها مشوقة فإنها تحفز إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي كيميائي في الدماغ يساهم في تحسين الحالة المزاجية، ويعزز الشعور بالسعادة، وهو المطلوب في مقالنا هذا، ومن ثم فهو يسمى كذلك هرمون السعادة. وحتى إن قلنا جدلًا إن هذه الروايات ليست لها قيمة أدبية راقية فإنها مفيدة لإبعاد التوتر، فضلًا عن كونها جاذبة لعالم القراءة عند البعض. ومن أمثلة الروايات الهروبية روايات هاري بوتر وحرب النجوم، أو بعض الروايات الرومانسية التي تتضمن قصص حب مثالية.

ويدافع البريطاني الشهير كاتب «سيد الخواتم»، جون رونالد رويل تولكين، عن هذا الهروب بقوله: لماذا نحتقر الهروب؟ إذا كنتَ سجينًا أليس من الطبيعي أن تفكر في الهرب؟ وبشكل عام فإن الكتب أو الروايات التي تتطلب تركيزًا قليلًا هي ما تخفف من التوتر.

وجماع القول أن القراءة لدقائق معدودة كل يوم مفيدة للحصول على استرخاء جسدي ونفسي. فقد جاء في دراسة لجامعة ساسكس أن قراءة ست دقائق كل يوم يمكن أن تقلل مستويات التوتر بنسبة 68%، وهي بذلك أفضل من المشي أو الاستماع إلى الموسيقى.