استشاري سكري: تدهور الصحة النفسية يرفع الغلوكوز ويفشِل الخطط العلاجية

حذّر استشاري داء السكري، الدكتور عبد الرحمن جوهرجي، من التأثير المباشر والفعلي للحالة النفسية السيئة على مرضى السكري.
واكد أن الصحة الذهنية تمثل حجر زاوية في منظومة التحكم بمستويات الجلوكوز في الدم، خاصة لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني.
وأوضح الدكتور جوهرجي أن اضطرابات المزاج، كالقلق والتوتر، تُطلق العنان لهرمونات التوتر في الجسم، وعلى رأسها الكورتيزول، مما يؤدي بشكل فوري إلى رفع نسبة السكر وزيادة مقاومة خلايا الجسم للإنسولين.
وأشار إلى أن هذا التأثير لا يتوقف عند الجانب الهرموني، بل يمتد ليضرب نمط حياة المريض بالكامل في مقتل.
وأضاف أن الحالة النفسية المتدهورة غالباً ما تفتح الباب أمام سلسلة من السلوكيات الصحية الخاطئة، التي تشمل اضطرابات النوم المؤثرة سلباً على انتظام السكر، واللجوء إلى ما يُعرف بـ ”الأكل العاطفي“ كمتنفس للتوتر، والذي يصاحبه تناول كميات كبيرة من الأطعمة غير الصحية، بالإضافة إلى الخمول البدني وتجنب ممارسة الرياضة.
وشدد جوهرجي على أن لجوء بعض المرضى لاستخدام حالتهم النفسية كمبرر للتراجع عن الاهتمام بصحتهم يمثل تحدياً كبيراً.
وبيّن أنه على الرغم من حقيقة تأثير الضغوط النفسية، إلا أنه لا يمكن اعتبارها شماعة تُعلّق عليها كل أشكال الإهمال، فكثيرون يواجهون ضغوطاً حياتية مختلفة لكنهم يختارون بوعي الالتزام بخططهم العلاجية حفاظاً على حياتهم.
ودعا المرضى إلى ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة ومسؤولة تجاه صحتهم، مؤكداً أن الاستسلام للأعذار النفسية يفتح باباً لا ينتهي من التبريرات التي تقود إلى تدهور الحالة.
وأوصى بالحرص المطلق على المتابعة الدورية مع الطبيب، والالتزام الصارم بالدواء، والنظام الغذائي، والنشاط البدني كسبيل وحيد للسيطرة على المرض.