القطيف تبدأ موسم التمور.. ثقافي ومصدر دخل رئيسي للمزارعين

انطلق في محافظة القطيف منتصف يوليو موسم حصاد التمور، الذي يُعد من أبرز المحطات الزراعية السنوية في المنطقة، نظرًا لما يحمله من أبعاد اقتصادية وثقافية واجتماعية، حيث تتواصل عمليات الحصاد حتى سبتمبر بحسب نوع التمور والظروف المناخية.
وبيّن الباحث الزراعي أحمد الفرج أن القطيف تُعد من أعرق المناطق الزراعية في المملكة، مشيرًا إلى أن زراعة النخيل تشكل جزءًا راسخًا من هويتها الزراعية والثقافية.
وأضاف أن تمور القطيف مثل الإخلاص والرزيز والإخصاب والشيشي والبرحي تُعرف بجودتها العالية وطعمها المميز، مما يمنحها مكانة خاصة في الأسواق المحلية والخارجية.
ويشهد الموسم مراحل متعددة تبدأ بمرحلة ”البُسر“ و”الرُطب“، وهي المرحلة التي تتحوّل فيها الثمار إلى اللون الأصفر أو الأحمر، وتكتسب مذاقًا حلوًا، يليها القطف اليدوي الذي يتم غالبًا عبر أدوات تقليدية أو من خلال تسلق النخيل، في مشهد يُجسّد تواصل الأجيال مع المهنة العريقة.
وأوضح الفرج أن الثمار تُفرز عقب الحصاد حسب جودتها، وتُترك بعض الأنواع لتجف تحت أشعة الشمس، ثم تُعبأ في عبوات مخصصة تمهيدًا لتسويقها محليًا أو تصديرها إلى الخارج، مما يعكس تطور أساليب المعالجة والتعبئة بالتوازي مع الحفاظ على الطابع التقليدي.
وأشار إلى أن الموسم لا يقتصر على كونه نشاطًا زراعيًا، بل يمثل مصدر دخل مهمًا لكثير من المزارعين، كما يُعيد إحياء عادات اجتماعية متجذرة، مثل تعاون العائلات في عملية الحصاد، وتبادل التمور كهدايا بين الأقارب والجيران، ما يضفي على الموسم طابعًا احتفاليًا يعكس روح الترابط المجتمعي.
وأكد أن موسم التمور في القطيف يعزز العلاقة بين الإنسان وأرضه، ويمنح الأجيال الجديدة فرصة للاطلاع على تراث النخيل، ويشكّل فرصة لإحياء تقاليد زراعية أصيلة ما زالت حاضرة في ذاكرة المجتمع المحلي.