دراسة: التدخين السلبي يضاعف خطر التسوس لدى الأطفال بنسبة 100%

كشفت دراسة طبية حديثة أن تعرّض الأطفال للدخان الناتج عن تدخين الوالدين أو من يعيشون معهم في المنزل، يرتبط بزيادة خطر إصابتهم بتسوس الأسنان بنسبة تصل إلى الضعف مقارنة بغيرهم، حتى وإن لم يكن الطفل مدخنًا مباشرًا.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي أجراها باحثون يابانيون على أكثر من 76 ألف طفل خضعوا للمتابعة منذ الولادة، أن التدخين السلبي يلعب دورًا كبيرًا في ارتفاع معدلات تسوس الأسنان اللبنية والدائمة، لا سيما خلال أول ثلاث سنوات من عمر الطفل.
وأشارت التحليلات إلى أن الأطفال الذين تعرّضوا لدخان التبغ بشكل غير مباشر كانوا أكثر عرضة بنسبة 100% للإصابة بتسوس الأسنان في سنوات عمرهم الأولى، مقارنة بمن لم يتعرضوا لأي أثر للدخان المنزلي، في حين بلغ معدل الخطر 1.46 للرضع الذين تعرضوا لبقايا الدخان على الأسطح أو الملابس، المعروفة باسم ”اليد الثالثة“ للتدخين.
وركّزت الدراسة التي نشرت في المجلة الدولية لطب الأطفال، على رصد العلاقة بين تعرض الطفل للدخان ومعدلات إصابته بالتسوس خلال سنوات الطفولة المبكرة، حيث تم جمع بيانات شاملة حول عادات التدخين لدى الآباء، ومدى تعرض الطفل للدخان السلبي في محيطه اليومي، وتحليلها وفقًا لمعايير إحصائية صارمة.
ورغم أن الآلية الدقيقة التي يؤدي بها الدخان إلى التسوس لم تُحسم بعد، رجّح الباحثون أن يؤثر التبغ على البيئة الفموية للطفل ويقلل من فاعلية اللعاب كخط دفاع طبيعي ضد البكتيريا المسببة للتسوس، كما يعتقد أن التدخين قد يضعف مناعة الطفل عمومًا ويجعل تجاويف أسنانه أكثر عرضة للتآكل.
وأوصى الباحثون بتجنّب التدخين نهائيًا داخل المنازل أو بالقرب من الأطفال، مؤكدين أن هذه الممارسات، التي قد تبدو بسيطة أو غير ضارة، لها انعكاسات صحية خطيرة وطويلة الأمد، لا تقتصر على أمراض الجهاز التنفسي كما كان يعتقد سابقًا، بل تمتد إلى الفم والأسنان والنمو العام.
وتُعد هذه النتائج مؤشرًا قويًا على أهمية السياسات الصحية التي تستهدف الحد من التدخين في البيئات المنزلية، إلى جانب تعزيز التوعية بأثر التدخين غير المباشر على صحة الطفل، باعتبارها خطوة أساسية نحو وقاية صحية شاملة تبدأ من السنوات الأولى من العمر.