”ارتداء الأقنعة“ في الخطوبة.. خبير أسري يحذر من خدعة تهدد استقرار الزواج
حذر الباحث في الإرشاد الأسري والتأهيل الاجتماعي، يوسف الدهمشي، من ظاهرة ”ارتداء الأقنعة“ خلال فترة الخطوبة.
وأعتبر الظاهرة من أبرز التحديات التي تُهدد استقرار الحياة الزوجية على المدى الطويل، وتؤدي إلى الطلاق العاطفي أو الرسمي بعد الزواج.
وأوضح الدهمشي أن بعض المقبلين على الزواج يتعمدون إخفاء طباعهم الحقيقية، ويحرصون على رسم صورة مثالية عن أنفسهم لا تعكس واقع شخصياتهم، ما يربك مسار العلاقة لاحقًا، ويؤدي إلى صدمة بعد الزواج عند انكشاف الطباع الحقيقية للطرفين.
ولفت إلى أن هذه السلوكيات تفرغ الخطوبة من هدفها الأساسي، وهو اختبار مدى التوافق والانسجام بين الشريكين.
وأشار إلى أن فترة الخطوبة، رغم ما تحمله من أهمية في كشف مؤشرات النجاح أو الفشل في العلاقة، باتت تخضع أحيانًا لأساليب تمثيل ومبالغة تعيق اكتشاف الفروق الجوهرية.
وأكد أن بناء علاقة زوجية مستقرة يتطلب قدراً كبيراً من الصدق والوضوح منذ البدايات.
وأشار إلى أن الطلاق بات ظاهرة عالمية لا تقتصر على مجتمع معين، مشددًا على أن الطلاق في السنوات الأولى من الزواج يعود غالبًا إلى سوء الاختيار، وتضخيم التوقعات، والتعامل مع الزواج كمجرد ”مرحلة انتقالية“ من حياة إلى أخرى دون إدراك لثقل القرار وأبعاده النفسية والاجتماعية.
وأوضح أن الدراسات تشير إلى أن نسبة التوافق المطلوبة بين الطرفين لاستمرار العلاقة بنجاح تتراوح بين 60 إلى 65%، داعيًا المقبلين على الزواج إلى التركيز على القيم الجوهرية المشتركة لا على الجوانب الشكلية.
ودعا الأسر إلى تمكين أبنائهم من خوض فترة تعارف آمنة، تحت إشراف العائلة وبما يتوافق مع الخصوصية الثقافية لكل بيئة، بعيدًا عن الضغوط أو التجميل المصطنع.
ووجه إلى الشباب والفتيات المقبلين على الزواج، قال فيها: ”لا تتجملوا ولا تخفوا شخصياتكم الحقيقية، فالعلاقات التي تُبنى على الصدق والوضوح أكثر قابلية للاستمرار والاستقرار“.
