آخر تحديث: 29 / 7 / 2025م - 11:05 ص

مُسَهَّدُون

عماد آل عبيدان

مُسَهَّدُون

مالي وسهدِ الليالي؟ لستُ أملكُهُ،
لكنَّ قلبي على الأشواقِ يرعاهُ

نامتْ مدائنُ من حولي وما خفَتَتْ،
نيرانُ وجدٍ، وفي صدري سقاياهُ

يُحدّقُ الصمتُ فينا، ثمّ يُرجِعُنا،
لِوهجِ نارٍ طوينا في حناياهُ

تُديرُ عيناهُ سُهدًا كنتُ أعرِفُهُ،
وقد سَكَنَّا إليهِ… الشوقُ مأواهُ

يا أيّها الليلُ، هل تُخفى سكينتُنا؟
أم أنّكَ الداءُ… والأوجاعُ مَسراهُ؟

نمضي التراتيلَ، والأرواحُ في غُرُبٍ،
كأنّها الحُلمُ، لا يصحو مُناداهُ

مَن للحَنينِ إذا أفضى لِهَمسَتِهِ؟
والعُمرُ يأفلُ، قد تاهتْ زواياهُ

أهذي، وتنعكسُ الأرواحُ في ألمي،
والنورُ بي… غير أنّ السُّقمَ أحياهُ

أنتَ انتظاري؟ وكلُّ السُّقمِ يرقُبُني،
وهجُ السكوتِ… وفي الأعماقِ نجواهُ

كأنّ قلبي، إذا ناديتُه، لهبٌ،
ففيهِ جُرحٌ… يَباتُ الحُزنُ مرساهُ

فيا صدى الليل، إنْ أرخيتَ ذاكرتي،
فلا تَغِبْ، فالمُنى ما زالَ مأواهُ

ما زلتُ أرسمُ وجهي كلّما احترقتْ،
مرآةُ صبري… وهلْ في الدمعِ مرآهُ؟

دعني أُسافرْ في عينيكَ قُصّتَها،
فربّما الشوقُ بعدَ البُعدِ آوَاهُ