آخر تحديث: 3 / 8 / 2025م - 1:50 ص

ما الذي جعل نصف القمر يتحوّل إلى وجهة غوص نادرة؟

جهات الإخبارية

شهد شاطئ نصف القمر في المنطقة الشرقية تحولًا بيئيًا لافتًا، جعله من أبرز الوجهات الجديدة لعشاق الغوص في المملكة، بعد أن تحوّل إلى موطن طبيعي للعديد من الكائنات البحرية بفضل مبادرات بيئية نفذها غواصون سعوديون، أسهمت في إعادة الحياة إلى بيئته الرملية عبر إنشاء متحف بحري مفتوح تحت الماء.

وذكرت الكابتن ميعاد، مدربة الغوص المعتمدة، أن الموقع كان يخلو تمامًا من مظاهر الحياة البحرية قبل عام 2017، إلى أن أطلق غواصون محليون مبادرة بيئية بوضع مجسمات تحاكي المعالم الخليجية في قاع البحر، ما جذب الكائنات المائية وأعاد التوازن البيولوجي تدريجيًا.

وأكدت أن الشاطئ بات الآن نموذجًا حيًا للتنوع البحري الناشئ.

وأوضحت أن المجسمات المصممة على شكل معالم تراثية، أصبحت موائل جديدة للكائنات البحرية، التي بدأت بالظهور والتكاثر في الموقع، مشيرة إلى ملاحظات متكررة حول نمو أنواع بحرية جديدة، مثل الإسفنجات والمرجان، ما يدل على استقرار بيئي متصاعد يدعم استدامة الحياة البحرية.

وبيّنت ميعاد أن الشاطئ بات يحتضن أنواعًا بحرية لافتة، بينها سمك الشم، والزمرور، والهوامير، والعنفوز، الذي يُعد من أكثر الكائنات التي تجذب الغواصين نظرًا لجماله وسهولة رصده.

وأشارت إلى أن هذا التنوع لم يكن موجودًا قبل سنوات، ويعكس نجاح المبادرة البيئية في جذب الكائنات البحرية وتوفير بيئة آمنة لها.

وأكدت أن تجربة الغوص في الشاطئ متاحة للجميع من عمر 10 سنوات فما فوق، حيث يمكن للراغبين التواصل مع مدربين معتمدين للحصول على دورة أساسية تشمل التعرف على العتاد والتدريب على النزول الأولي، بينما يتجه المهتمون إلى استخراج رخصة غواص المياه المفتوحة المعترف بها عالميًا، لخوض تجارب أكثر عمقًا واحترافية.

وأشارت إلى أن فصل الصيف يشهد عادة ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المقبلين على تعلم الغوص، لافتة إلى تنوع دوافع المتدربين، فبعضهم يكتفي بتجربة استكشافية قصيرة، بينما يسعى آخرون إلى تطوير مهاراتهم والتعمق في عالم الغوص كممارسة مستمرة.

وشددت على أن السلامة تبقى أولوية مطلقة خلال الغوص، من خلال الالتزام بعدم النزول منفردًا، وضرورة وجود شريك غوص دائمًا، إضافة إلى استخدام عوامة سطحية تُنبه بوجود غواصين تحت الماء لحماية الجميع من الحوادث، وأهمية فحص العتاد بدقة قبل النزول.

ونبهت إلى ضرورة احترام الحياة البحرية، داعية الغواصين إلى تجنب لمس الكائنات أو إخافتها، والامتناع تمامًا عن إلحاق الأذى بها، مؤكدة أن الحفاظ على النظام البيئي البحري يعزز من جمال التجربة ويضمن ديمومتها.

ويُعد شاطئ نصف القمر اليوم نموذجًا وطنيًا للغوص البيئي المستدام، حيث تتكامل جهود الغواصين والمتطوعين مع التوعية المجتمعية في تحويل الموقع من بيئة رملية خاوية إلى متحف بحري غني بالكائنات، ما يجعله وجهة مثالية لهواة الاستكشاف ومحبي الطبيعة البحرية من داخل المملكة وخارجها.