آخر تحديث: 29 / 7 / 2025م - 3:19 م

اكتشاف القهوة السعودية وتاريخها وانتشارها بالعالم

الشيخ حبيب آل جميع *

• قراءة وعرض: حبيب آل جميع
• الكتاب: القهوة السعودية
• الكاتبان: الدكتور سعيد بن عبدالله الوايل، وأحمد بن حسن البقشي،
• الناشر: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة - الرياض - المللكة العربية السعودية
• سنة النشر: ط 1: سنة 1445 هـ -2024 م
• عدد الصفحات: 256، قياس «23.5 30 سم»

عن مكتبة الملك عبدالعزير العامة، وذلك ضمن برنامج النشر العلمي بالمكتبة، صدر هذا الكتاب، وقد أحتوى، ثمانية فصول، تتضمن عدداً كبيراً من الصور الملونة،، تناول فيها المؤلفان كل ما يتعلق بالقهوة السعودية واكتشافها وتاريخها، وانتشارها بالعالم وزراعتها، ومناطق انتشارها بالمملكة، وورودها في النقوش الصخرية، والمصادر القديمة، وطرق تجارتها، وأسواقها المشهورة، وارتباط القهوة بالثقافة السعودية، وأدواتها ودلالاتها ورمزيتها، والعادات والتقاليد المرتبطة بها بالمجتمع، ووجود القهوة في مفكرة البنائين في البيوت التقليدية

وركز المؤلفان كذلك على الحديث عن الاستثمار في صناعة القهوة بالمملكة العربية السعودية، والتعريف بجهود الشركات الوطنية والمزارعين المحليين، بوصفها أحد عناصر الاستثمار المهمة على القائمة الاقتصادية المحلية، وأبرز الكاتبان مجموعة كبيرة من الصور القديمة والحديثة عن القهوة وأدواتها ومكانتها في البيت السعودي منذ مرحلة التصميم والبناء حتى اكتماله.

آداب شرب القهوة:

وسلط الكتاب الضوء على آداب شرب القهوة وتقديمها للضيوف ومكانتها لدى الناس، وكيف أصبحت القهوة السعودية جزءاً لا يتجزأ من أي لقاء أو مناسبة للمواطنين على مدار العام بوصفها رمزاً من رموز الكرم والثقافة السعودية وموروثاً أصيلاً.

في الفصل الأول قدم المؤلفان نبذة تاريخية عن القهوة، حيث أوضحا أن أهمية مناطق شبه الجزيرة العربية وسواحلها، تتأكد من خلال تاريخ الشعوب التي عاشت في هذه الأرض وكانت لها إسهامات واسعة ونصيب وافر في الحضارة الإنسانية منذ وقت مبكر، كما أن اتصالها بشعوب الأرض القريبة والبعيدة أحد العوامل في ازدهار حضارتها، وكان شرق الجزيرة العربية على تواصل دائم مع أهم حضارات العالم القديم، وتدل النقوش الصخرية التي وجدت في أنحاء متفرقة في الجزيرة العربية على رقي الحياة الاجتماعية ووجود مناطق وممالك مستقرة سبقت في ظهورها حضارات مختلفة عاصرتها أو أتت بعدها.

لذا انتشرت طرق التجارة نظراً لموقع الجزيرة العربية المتوسط بين الأمم، وانتشرت تجارة اللبان والبخور والبن التي كانت تجري إما من طريق القوافل البرية وإما طريق التجارة البحرية عبر المراكب والسفن في الموانئ التي كانت تصدّر البن، وقد مثّلت الجمال الوسيلة الأهم في نقل البن إلى الأسواق والموانئ التجارية في شبه الجزيرة العربية.

انتشار البن بالمملكة:

انتشرت القهوة في المملكة العربية السعودية - كما يوضح الكتاب - عبر موانئها الرئيسة والفرعية، التي شكلت المصدر الأول لتجارة البن إضافة إلى الطرق الداخلية البرية، وكانت التجارة تمر بميناء جدة وميناء العقير وقد اشتهرت القهوة في أسواق عكاظ، وسوق المشقر، وهجر والجرعاء في الأحساء، والمملكة هي الوجهة الأهم لصادرات اليمن من البن إذ تعد تاسع أكبر مستهلك للقهوة في العالم.

وقد انتشرت أسواق البن في المملكة في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، ونجد، ويرصد الكتاب تطور هذه التجارة في السوق القديمة بمدينة الرياض جوار قصر الحكم، ورجال العقيلات وتجارة البن، وأسواق الأحساء التاريخية، واستعرض الكاتبان في الفصل الثاني تاريخ القهوة، وكان الطبيب العربي الرازي أول من ذكر البن في كتابه «الحاوي» وكانت شجرة البن شجرة برية تنمو في الطبيعة، وبعد اكتشافها انتشرت زراعتها، وتدور آراء الباحثين حول تحديد الموطن الأصلي لشجرة البن ما بين الحبشة «أثيوبيا» واليمن، واليوم تنتشر زراعتها في أكثر من 70 بلدا حول العالم منها: البرازيل، وفيتنام، وأندونيسيا والهند.

وتناول الكتاب كذلك: الهوية والقهوة السعودية، ودلالات القهوة السعودية ورمزيتها، والقهوة في البيئة العمرانية السعودية وتأثيرها في تخطيط البيت السعودي وإعداد مجالس خاصة للقهوة، ورصد دلة القهوة وأدواتها، ودلة الفخار والدلة النحاسية، وأسماء الدلة وزخرفتها، كما تناول طريقة تحضير القهوة، والقهوة السعودية في الأدب السعودي، والاستثمار في صناعة القهوة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
سلمان آل هلال
15 / 7 / 2025م - 10:56 ص
كلامهم عن الأسواق القديمة في الأحساء وعلاقتها بتجارة البن رجع لي ريحة سوق القيصرية. فعلا القهوة كانت وما زالت قلب الضيافة.
2
حسين آل قريش
[ صفوى ]: 15 / 7 / 2025م - 3:11 م
عجبني تسليط الضوء على الرمزية الاجتماعية للقهوة. الدلة والفناجيل صاروا رموز وطنية والأجمل إن فيه اهتمام بالحرفيين اللي يصنعونها.
رئيس تحرير مجلة الساحل