هل لا زلت تشاهد الرسوم المتحركة؟
هل لا زلت تشاهد أفلام الرسوم المتحركة؟
وهل ما زال «توم وجيري» يضحكانك كما كانا يفعلان في طفولتك الأولى؟
في مساءٍ مزدحم بالضوضاء والمهام المؤجلة، قد تمتد يدك بلا تفكير إلى حلقة قديمة من «توم وجيري»، أو إلى فيلم ملوّن من عالم الخيال، كما لو أن في الرسوم المتحرّكة بابًا خفيًّا إلى الفرح لا يُغلق مهما مضت الأعوام.
من أفلام «ميكي ماوس»، حين كانت الضحكة تكفي والحكاية بلا كلمات، إلى زمن «الكابتن ماجد» و»عدنان ولينا»، حيث أصبح الحلم أطول والمشاعر أعمق، والبطولة لا تُنال إلا بعد تعب.
ثم جاءت مرحلة حيث صار الخيال أكثر رشاقة: «البحث عن نيمو»، «شركة المرعبين المحدودة»، و»راتاتوي»، فلم تعد تلك الأفلام مجرد ترفيه، بل مرآة لما نشعر به، وطريقة ملونة للبحث عن أنفسنا.
واليوم، مع أعمال مثل «قلبًا وقالبًا» و»إنكانتو»، تغيّرت اللغة من قصص بسيطة إلى مشاعر متشابكة. البهجة لم تعد ضحكًا فقط، بل امتزجت بالحزن، والانكسار، والتسامح، والدهشة. تلك الشخصيات تقول ما نعجز نحن عن التعبير عنه.
في مشهد من «قلبًا وقالبًا»، تقف «فرح» عاجزة عن إنقاذ طفلة من حزنها، تفشل وتجلس تبكي. عندها فقط ندرك: الفرح لا يكون دائمًا قوّة، بل أحيانًا يختبئ في الهشاشة، في العناق، في الدموع التي تسبق الابتسامة.
وقد لاحظ كثير من علماء النفس أن العودة إلى أفلام الرسوم المتحركة ليست مجرد حنين، بل آلية نفسية ناعمة تلجأ إليها النفس لتستعيد توازنها. في ضحكة قديمة، أو مشهد مألوف، قد نجد أكثر مما تمنحه جلسات العلاج الطويلة.
أظهرت إحدى الدراسات المحكمة أن الرسوم المتحركة قد تساعد في الشعور بالبهجة والتخفيف من الاكتئاب، حتى لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض اكتئابية واضحة، وذلك حين تتضمن الرسوم عناصر مرحة أو تعبيرات وجوه مفعمة بالحياة.
هذا يشير إلى أن للسعادة التي تولّدها الرسوم أثر حقيقي وملموس في الصحة النفسية، ليس للطفل فقط بل للكبار أيضًا.
يبقى السؤال:
هل يقتصر الفرح ومشاعره والاحتفال به على الطفولة؟
شخصيًا أرى أننا حين نكبر نعيد اكتشافه في مشهد مألوف، أو موسيقى قديمة، أو لحظة لا تفسير لها أو حتى في لحظة طمأنينة..
كتبتُ هذا، وأنا أبحث عن مشهدي المُفضل في «قلبًا وقالبًا»، لأتأكد أن الطفلة التي كنتها.. لا تزال تختبئ في مكانٍ ما داخلي.