مرشدة تربوية: الإجازة فرصة ذهبية لبناء شخصية الطفل بعيدًا عن الأوامر

وصفت المرشدة التربوية نهلة العقيل الإجازة الصيفية بأنها تمثل فرصة ذهبية لا تعوض للأسر، داعية إلى استثمارها في تعزيز الروابط العائلية وتنمية المهارات النفسية والاجتماعية لدى الأطفال.
وأكدت أن جوهر النجاح في استغلال هذه الفترة يكمن في تخصيص وقت مشترك ومدروس بين الوالدين وأبنائهم، يخلو تمامًا من التوجيه المباشر أو التقييم المستمر.
وأوضحت العقيل أن الأنشطة التفاعلية البسيطة، مثل الألعاب العائلية، تعد وسيلة فعالة لخلق جو من الألفة وصناعة ذكريات جميلة، مشيرة إلى أنها تفتح قنوات غير مباشرة للحوار وتساعد الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وبناء الثقة.
ولفتت الانتباه إلى أهمية فهم لغة الحوار غير اللفظي، المتمثلة في الإيماءات وحركات الجسد، والتي لا تقل أهمية عن الكلمات المنطوقة في فهم احتياجات الطفل.
وشددت المرشدة التربوية على ضرورة تجنب سوء الفهم الذي قد ينشأ من الأوامر المباشرة في المواقف اليومية.
واقترحت استبدال هذه الأوامر بأساليب أكثر تفاعلية، مثل طرح الأسئلة التي تمنح الطفل خيارات، معتبرة أن سؤالاً بسيطاً مثل: ”هل تفضل التوت أم قطع الشوكولاتة؟“ يعزز لدى الطفل مهارة التعبير عن رأيه ويشجعه على اتخاذ القرار بثقة.
وأضافت أن بناء شخصية الطفل وتنمية قدراته لا يقتصران على الأنشطة الكبيرة، فالذكريات البسيطة تترك أثرًا عاطفيًا عميقًا.
وبيّنت أن مشاهدة فيلم عائلي وخوض نقاش حوله ينمي التفكير النقدي، كما أن مشاركة الطفل في تحضير كعكة النجاح أو مجرد استنشاقه لرائحة الفشار في المنزل، تساهم في بناء شخصية مستقرة وذكية عاطفيًا.
وأكدت على أن جودة الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم تفوق أهمية كميته بكثير.
وحذرت من الانشغال بتكديس الأنشطة وشراء الألعاب دون تلبية الحاجات العاطفية الحقيقية للطفل، موضحة أن الأهم من تسجيله في نادٍ صيفي، هو أن يشعر بأنه محور اهتمام حقيقي ومصدر سعادة لأسرته.