مختصين: الاستماع الواعي يقلل الخلافات الزوجية بنسبة 40%

أكد خبراء في العلاقات الأسرية وعلم النفس أن إتقان مهارة الاستماع الفعّال بين الزوجين يُعد حجر الزاوية في بناء علاقة مستقرة.
وأوضح مختصين أن هذه المهارة الفريدة قادرة على خفض معدل الخلافات بنسبة تصل إلى 40%، مما يمثل إنجازًا نوعيًا في مواجهة تحديات الحياة الزوجية الحديثة.
وشدد الأخصائي النفسي ناصر الراشد على أن ضعف مهارة الاستماع يُعد أحد أبرز أسباب تآكل التفاهم وتعميق الفجوة العاطفية بين الشريكين.
وأوضح أن الاستماع يتجاوز مجرد سماع الكلمات، ليمثل وعيًا عاطفيًا كاملاً بتجربة الطرف الآخر.
وأكد أن الأزواج الذين يتمتعون بعلاقات ناجحة يتقنون هذا الفن، حيث يُحسنون الإصغاء دون مقاطعة ويدعمون حوارهم بتعابير جسدية ووجهية إيجابية.
وفي سياق متصل، أفادت المستشارة الأسرية روان المحيسن بأن شكوى الكثير من الأزواج من عدم فهم شركائهم لهم، تعود في معظمها إلى غياب الاستماع الصادق.
وأشارت إلى أن إصغاء أحد الطرفين بتركيز كامل يمنح الآخر شعورًا مباشرًا بالتقدير والأمان، وهو ما يعزز الانتماء العاطفي ويؤثر إيجابًا على حياة الأسرة بأكملها.
وأكدت أن الإنصات في جوهره هو رسالة حب قادرة على نزع فتيل الكثير من التوترات بشكل فوري.
وبيّنت المحيسن أن تطوير هذه المهارة الحياتية يتطلب صبرًا وتدريبًا، ويشمل التركيز على الرسائل غير المنطوقة، وتجنب إصدار الأحكام المتسرعة، مع إعادة صياغة ما يقوله الشريك كدليل على التفاعل والتأكيد.
ولفتت إلى أن ضغوط الحياة اليومية والانشغال المتزايد بالأجهزة الذكية يمثلان أبرز العوائق التي تحول دون تحقيق تواصل حقيقي، داعيةً إلى أهمية تخصيص وقت محدد للحوار الهادئ، ولو لعشر دقائق يوميًا، لضمان الكفاءة في تحقيق هذا الهدف.