هل وظيفتك في الزواج هي إسعاد الطرف الآخر فقط؟ أخصائي يثير الجدل

أثار الأخصائي النفسي ناصر الراشد جدلًا حول مفهوم المسؤوليات الزوجية، حين أكد أن سر الزواج السعيد والمستقر يكمن في سعي كل طرف بشكل دائم ويومي لإسعاد شريكه.
وفي تصريحات قد يراها البعض مثالية أو تضع عبئًا كبيرًا على الشريكين، أوضح الراشد أن العقلية التي تقود إلى علاقة ناجحة هي تلك التي تتساءل باستمرار: ”كيف يمكنني أن أجعل الطرف الآخر سعيدًا اليوم؟“.
وفي تفصيله لهذه الرؤية، بيّن الراشد أن هذه العقلية لا تعني إهمال الذات، بل هي استثمار عاطفي متبادل يقوم على التقدير والعطاء.
وأشار إلى أن هذا السعي ليس مسؤولية من طرف واحد، بل هو ديناميكية مشتركة وحوار مستمر يمتد طوال العمر، حيث يجد كل طرف سعادته في رؤية سعادة الآخر، مما يخلق حالة من الإعجاب والامتنان المتبادل التي تعد أساس العلاقة الصلبة.
وشدد على أن هذا المفهوم يُترجم إلى أفعال بسيطة وملموسة، وليس إلى مهام مستحيلة.
وأوضح أن الرسائل اللفظية الإيجابية وكلمات التقدير التي تجعل الشريك يشعر بأنه ”إنسان رائع“، والمفاجآت البسيطة، كإحضار كوب قهوة يحمل عبارة حب، لها تأثير عاطفي عميق يتجاوز بكثير الهدايا المادية، لأنها تعبر عن اهتمام ووعي بقيمة وجود الشريك.
وأضاف أن العلاقات السعيدة تتطلب أيضًا تقديم تضحيات، لكنه وضع خطًا فاصلًا مهمًا، مؤكدًا أنها يجب أن تكون نابعة من ”عطاء حقيقي“ ورغبة صادقة في استقرار العلاقة، لا من ”دور الضحية“ الذي يولد مشاعر سلبية.
وأكد على أن بناء علاقة زوجية سعيدة لا يتطلب معجزات، بل عقلية ناضجة ومرنة، وقلبًا صادقًا يرى في الأفعال البسيطة فرصة للتعبير عن حب وتقدير حقيقيين، وهو ما يبني أساسًا متينًا لزواج مستقر ومستمر.