الشيخ أبو زيد: الأوطان تُعمّر بالحب.. والتضحية الحسينية أسمى تجلياته

أكد الشيخ محمد أبو زيد أن دافع الحب العميق كان المحرك الأساسي والجوهري الذي جعل أصحاب الإمام الحسين يفدونه بأرواحهم.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها بمجلس المقابي بمحافظة القطيف في الليلة الرابعة من شهر محرم، تحت عنوان ”عاشوراء تأصيل قيم الحب وتجلياته“.
وأوضح الشيخ أبو زيد، في سياق محاضرته، أن الحب يعد من أعظم القيم التي تقوم عليها العلاقة بين الإنسان وخالقه.
وأشار إلى أن الميول والدوافع العاطفية للإنسان ليست مجرد مشاعر عابرة، بل هي قوى محورية تسهم في توجيه مسارات حياته على مختلف الأصعدة، سواء كانت اجتماعية أم سياسية.
وتطرق إلى البعد الفلسفي للحب، مبيّنًا أن بعض الاتجاهات الفلسفية القديمة رأت أن العشق يسري في جميع موجودات الكون، من الكائنات الواعية إلى غير الواعية.
وشدد على أن شعور الإنسان بالعشق يبقى هو التجلي الأعلى لهذه القوة الكونية الكبرى، التي تحقق الانسجام بين مكونات الوجود، وبالأخص بين البشر.
وفي تناوله لسلوك الإنسان، اعتبر الشيخ أبو زيد أن النظام الديني والتشريعي إنما يستهدف الإنسان بشكل خاص لما يملكه من وعي وإدراك متقدم.
وأكد أن الحب يمثل أقوى عاطفة في حياته، ولا يمكن وصفه بالسلبية في جوهره، فحتى حب الإنسان لذاته يشكل دافعًا غريزيًا نحو التطور وتحقيق النجاح.
وأضاف أن الأوطان ما عُمّرت إلا بحب الناس لها، والأسر لا تستقيم إلا بروابط المودة، والعلماء لا يبلغون مراتبهم إلا بشغفهم بالعلم.
واستشهد بسيرة النبي محمد ﷺ كنموذج إنساني رفيع في الحب، حيث لم تقتصر مشاعره على البشر، بل امتدت لتشمل حتى مقتنياته ومحيطه الطبيعي، إذ كان يطلق عليها أسماء تعبيرًا عن ارتباطه العاطفي العميق بها.
وخلص الشيخ أبو زيد إلى أن قضية الإمام الحسين تمثل الذروة في تجليات الحب، فقد رأى أصحابه فيه حبًا مطلقًا لله، وحبًا لدينه، وحبًا لأسرته، والأعظم من ذلك، حبه العميق لمشروع الإصلاح في أمة جده، وهو ما انعكس في تفانيهم وتضحيتهم التي ظل تأثيرها ممتدًا في وجدان الأجيال.
ودعا الشيخ أبو زيد إلى إعادة قراءة مفهوم الحب كطاقة روحية وإنسانية لا غنى عنها في بناء الحياة بكافة جوانبها.