آخر تحديث: 31 / 7 / 2025م - 3:51 م

المدارس في ظل المسؤولية المجتمعية

الدكتور هاني آل غزوي *

إن المؤسسات التعليمية سواء الجامعات أو المدارس مطالبة الآن وأكثر من أي وقت مضى بتحمل مسؤوليتها تجاه المجتمع ومشكلاته، ومن ثم عليها أن تبادر إلى مأسسة المسؤولية المجتمعية من خلال خططها الاستراتيجية التي تتضمن إجراء الدراسات، ووضع آليات قياس ومؤشرات لمدى النجاح. ويكون ذلك بالانتقال من مفهوم تقديم الخدمة التطوعية إلى تطبيق أوسع يقوم على تبني مفهوم المسؤولية المجتمعية التي تركز على التأمل الدائم في محطات المرور المنجزة في المؤسسة، والتأكد من حاجة المجتمع للخدمة المقدمة.

فالمسؤولية المجتمعية هي ثقافة والتزام بالمسؤولية ضمن أولويات التخطيط الاستراتيجي للمؤسسة، وأن توفر الإدارة العليا الدعم والمساندة تجاه التنمية المستدامة للمجتمع بأبعادها الثلاثة: الاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية.

ورغم أن الدور الرئيس لمؤسسات التعليم يتمثل في الرسالة العلمية المعرفية، إلا أن تحديات العصر ومتطلباته فرضت على المؤسسات مسؤوليات وأدوار تُطال جوانب مختلفة من الحياة اليومية وعلى رأسها المسؤولية المجتمعية، ورغم أهميتها وإيمان كافة الأطراف المعنية بضرورتها إلا أننا نجد أن المسؤولية المجتمعية تواجهها العديد من الصعوبات والتحديات التي تعيق تفعيلها بالشكل الكافي للاستفادة منها داخل العملية التعليمية؛ لذا كان لزاماً على كافة الأطراف دراسة أسباب ومعوقات تفعيل المسؤولية المجتمعية بالمدرسة.

ومن بينها / معوقات ترجع إلى المؤسسة التعليمية:

- ضعف الوعي بأهمية المسؤولية المجتمعية لدى بعض أعضاء الهيئة التعليمية.

- نقص الدعم المادي لتبني المبادرات المجتمعية.

- غياب التنسيق المؤسسي مع الجهات الخارجية.

- تعدد وتعارض القوانين والنشرات المنظمة للعمل داخل المؤسسة.

- عدم اقتناع بعض القيادات التعليمية بموضوع المسؤولية المجتمعية مما يؤدي إلى فقدان الثقة والتواصل بين المؤسسة التعليمية والمجتمع.

- عدم تفعيل مبدأ اللامركزية في صنع واتخاذ القرار في المستويات المختلفة.

- عدم وجود قنوات ووسائل اتصال بين المدرسة والمجتمع الخارجي.

- افتقار المدرسة للسلطة الكافية لعلاج مشاكل المجتمع.

- افتقار المدرسة إلى المهارات والكفاءات المطلوبة للتعامل مع المشاكل الموجودة في المجتمع.

معوقات ترجع إلى المجتمع:

- قلة الوعي الثقافي بالمجتمع.

- فقدان الثقة بين المجتمع والمؤسسة التعليمية؛ لعدم وجود خطة أو إطار واضح للمدرسة.

- تدني المستوى الاقتصادي والاجتماعي لبعض الأسر مما يؤدي إلى عدم وجود الوعي أو عدم وجود الوقت الكافي للمسؤولية المجتمعية.

- عدم فهم معنى المسؤولية «المشاركة» المجتمعية لدى بعض من أولياء الأمور.

- قصور وسائل الإعلام في نشر ثقافة المسؤولية «المشاركة» المجتمعية.

توصيات:

- تطوير برامج تدريبية للمعلمين في مجال الشراكة المجتمعية.

- إدماج ثقافة التطوع والمسؤولية ضمن الأنشطة اللاصفية.

- قياس أثر المبادرات المجتمعية لتطوير الأداء وتعزيز الاستدامة.

ختاماً، إن تبني المدارس لمبدأ المسؤولية المجتمعية ينعكس إيجابًا على جودة التعليم وعلى تماسك المجتمع، ويعد خطوة جوهرية في إعداد جيل قادر على التعامل مع تحديات العصر بروح التعاون والانتماء.

المراجع:

1. الحربي، منى «2022». دور المدرسة في تنمية الشعور بالمسؤولية المجتمعية لدى الطالب. مجلة العلوم التربوية، العدد 18.2. وزارة التعليم السعودية «2020». الوثيقة الوطنية لتعزيز الشراكة بين المدرسة والمجتمع.

3. البدراني، خالد «2019». المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات التربوية في ضوء رؤية 2030. المجلة العربية للتربية.

4. الحسن، نجلاء «2018». المدرسة كمؤسسة فاعلة في المجتمع المحلي. مركز البحوث الاجتماعية والتنموية.

5. يوسف، سعاد «2016». أثر الأنشطة اللاصفية في تعزيز القيم المجتمعية. دار الثقافة للنشر.
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
محمد العبدالله
[ الجارودية ]: 26 / 6 / 2025م - 8:36 م
المقال يبرز نقاط مهمة لكنني أرى أن هناك حاجة لتعاون أكبر بين المدارس والجهات الحكومية لتوفير الدعم اللازم.
2
يوسف
[ التوبي ]: 27 / 6 / 2025م - 4:59 ص
المسؤولية المجتمعية ليست فقط واجب المدارس بل يجب أن تكون مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع. يجب أن نكون جميعا جزءا من الحل.