آخر تحديث: 15 / 6 / 2025م - 3:31 ص

إجازة الصيف... ماذا يمكنني أن أفعل؟

المهندس أمير الصالح *

يدرج بعض أرباب الأسر الأنشطة التالية كجزء من تخطيطه لترويح أفراد عائلته، لا سيما أولاده:

1 - رحلة سفر لمدة 7 أيام في إحدى محطات الاستجمام العائلي المعروفة.

2 - حجز منتجع محلي وعقد لقاء أسري أو مع الأهل والأقارب مرتين أو ثلاث مرات خلال موسم الإجازة الصيفية المدرسية.

3 - زيارة معالم ومراكز الترفيه في إحدى الدول المجاورة زيارة خاطفة لمدة لا تتجاوز 4 أيام.

وبعد إنجاز كل ذلك، فإن الأبناء الطلاب ما زال لديهم فائض يُعتدّ به من إجازة الصيف! فينكب بعضهم على ترسيخ عادات جيدة، كالعمل موسميًا أو التحضير لاختبارات القدرات والتحصيلي أو الانخراط في دورات تعليمية / مهنية مبسطة. ومن جهة أخرى، تسمع عن شكوى آباء عن ترسخ عادة السهر ليلًا حتى ساعات الفجر، والنوم طوال ساعات النهار عند بعض أبنائهم!!

الواقع أنه في فصل الصيف، يحتار بعض أولياء الأمور الأوفياء في التعامل مع أبنائهم وبناتهم الطلاب، حيث الإجازة الدراسية الطويلة نسبيًا، والهِمّة متفاوتة عند الأطفال والشباب المراهقين. فيكون بعض الآباء بين مطرقة شابٍ يسهر حتى ساعات الفجر كأنه بومة، وسندان شابٍ يطيل النوم حتى ساعات العصر، أو فتاة تتسكع على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي لساعات طويلة؛ بالمحصلة، الجميع من أولئك البعض يهدر الطاقات، ويبدد الموارد، وتضمحل شموع المعرفة، وتضمر نضارة الشباب، وتضيع فُرَصًا مستقبلية، وتستوطن أفكار الخمول والتعاسة، وربما الانحراف لديهم. وعلى الطرف الآخر، وهو أيضًا من الواقع الملموس، هناك شباب «فتيات» ناجح وطموح ومكافح يستغل مواسم الإجازة الصيفية للانخراط في الأعمال النافعة والتدريب والتطوير، والالتحاق بالدورات التعليمية / المهنية والتعليم الذاتي عبر منصات موثوقة ورسمية. وهم بهكذا أعمال يكونون مشعل خير، وإضاءة أمل، ومحطة افتخار، ومصدر إلهام.

ينشغل معظم أولياء الأمور بتجميع أكبر قدر من المعلومات عن الأنشطة والدورات والفعاليات التي يمكنهم إلحاق أبنائهم بها لتطوير هوايات ومهارات أبنائهم وصقلها. بينما بعض الأبناء، ومع شديد الأسف، يكون ذلك الأمر برمته هو آخر همّهم، وأدنى درجات اهتمامهم، بل ولا يعنيهم البتة!

من يحدد التسجيل ونطاق الاستفادة من الدورات الصيفية؟

الطفل / الشاب / الفتاة هم من يحددون رغباتهم في استثمار إجازة الصيف أو عدمها. فلا بد أولًا أن ينفضوا الكسل عن أنفسهم، ويسعوا لتشخيص أهدافهم في الحياة، ثم البدء في التمحيص بمساعدة آبائهم، والسعي الجاد في تحقيق أهدافهم، والإفصاح عن طموحهم، ورسم خارطة الطريق نحو ذلك، ووضع الخطط البديلة، وشق طريقهم بأيديهم بمساعدة أهاليهم. فكم وكم من حالة ترى فيها تسجيل الأب لابنه في دورة تعليمية صيفية، ودفع الرسوم الباهظة الثمن، وترتيب المواصلات، ثم تنجلي الغبرة، فتسمع عن استهتار الابن / الابنة في التفاعل، وإهماله المتابعة، وعزوفه عن الاستفادة، لكون الرغبة مفروضة عليه، وليست ناتجة عن قناعته.

عزيزي الأب / عزيزتي الأم

قبل دفع أموالكم وحرق جزء من مدخراتكم في سبيل إدراج أبنائكم في دورات صيفية خارجية أو داخلية أو السفر بهم هنا وهناك، حفزوهم لاحتضان عادات ناجحة، وترسيخ روح العمل الجماعي، واشرحوا لهم عائدات قراراتهم، وحُسن استثمارهم لأوقاتهم مبكرًا، لتفادي التخلف عن نيل نصيبهم من الخير والحياة الكريمة. إن الإخفاق في توطين روح استثمار الأولاد والشباب والفتيات لأوقات فراغهم في الإجازات يعني فيما يعني: حرق فرص، واستنبات كسل، وتبني إهمال.

همسة:

على مدى عدة سنوات، نُشرت عدة مقالات تحمل جملة مقترحات عن إطلاق برامج صيفية محلية، وأتمنى أن ترى النور. وآخر تلك المقترحات مدوّن ضمن مقال ”مقترح إطلاق برنامج عيش نخلاوي «بستاني» الترفيهي الصيفي“:

https://jehat.net/50280

• ”عيش بدوي“

• ”اكتشف العالم من حولك“

• ماذا تخطط أن تقرأ من كتب في العام الجديد؟

https://jehat.net/88185

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
كوثر حسن
14 / 6 / 2025م - 12:28 م
أنا أم وعانيت شخصيا من حكاية السهر والنوم النهاري وصار البيت مقلوب!

كلامك عن هدر الفرص في الصيف صحيح. أتمنى لو الجهات المجتمعية تشتغل على برامج من هالنوع مثل “عيش نخلاوي” لأننا نحتاجها فعلا
2
مهدية
14 / 6 / 2025م - 2:04 م
عجبتني فكرة عيش نخلاوي..

يا ريت تتفعل مشاريع صيفية من بيئتنا وهويتنا. تعبنا من التكرار في الرحلات التجارية الفارغة