زوجي مريض نفسيًا.. كيف أتعامل معه؟
تمر العلاقة الزوجية بمراحل متعددة، تتفاوت بين البسيطة والمعقدة، ويتطلب نجاحها وجود قدرٍ كبير من الصبر والتعاون من كلا الطرفين. ومع ذلك، فإن العبء الأكبر من التضحية وتكرار التنازلات، في معظم المجتمعات، تتحمله المرأة. إذ غالبًا ما تُجبر على تحمل أشكال متعددة من الإهانة والإذلال، مثل التعنيف الجسدي أو اللفظي، أو حتى الطرد من منزل الزوجية بشكل متكرر.
ورغم هذه الظروف القاسية، تواصل الزوجة أداء واجباتها تجاه زوجها وأبنائها، وتسعى جاهدة لإصلاح العلاقة، على الرغم من الوضع النفسي المتدهور للزوج، الذي من المفترض أن يكون راعيًا وداعمًا لها ولأبنائه، إلا أنه غالبًا ما يقابل ذلك بالإهمال والتقليل من شأنها، بل ويتمادى في إذلالها.
ويختار بعض الأزواج الارتباط بزوجة أخرى تحت ذرائع وحجج واهية، فيكون جزاء الزوجة الأولى - بعد سنوات من العشرة والتضحيات - الإقصاء والتهميش.
تُعد الحياة الزوجية رابطة مقدسة ذات قدسية خاصة، ويقع على عاتق كلا الطرفين مسؤولية احترامها والمحافظة عليها. إلا أن بعض الأزواج الذين يعانون من اضطرابات نفسية قد يفتقرون إلى هذا الوعي، فيُقحمون الزوجة في علاقة مُضرة نفسيًا وعاطفيًا، تدفعها في النهاية إلى الشعور بالنفور، وربما اتخاذ قرار الانفصال سعيًا إلى حياة أكثر استقرارًا وسلامًا.
ومن مظاهر هذا الخلل أيضًا عزوف كثير من الفتيات عن الزواج، ويُعزى ذلك - في بعض الحالات - إلى ما شهدنه من سوء معاملة أمهاتهن من قِبل آبائهن، بدلًا من أن يكنَّ نموذجًا إيجابيًا يُحتذى به.
إن التربية الواعية والثقافة الزوجية السليمة تُعدان من الضروريات التي لا غنى عنها لكلا الزوجين. ومن هنا، ينبغي على الآباء والأمهات أن يُولوا اهتمامًا كبيرًا بتنشئة أبنائهم وبناتهم على احترام قدسية العلاقة الزوجية، وتعزيز القيم التي تُسهم في استدامتها، بدلًا من أن يكونوا مصدرًا لصورة سلبية تترسخ في أذهان الأجيال الجديدة.
أما الأزواج الذين يُعانون من تعقيدات نفسية وسلوكية، فغالبًا لا يُرضيهم شيء، حتى وإن قُدّمت لهم أقصى درجات العطاء. وفي هذه الحالات، لا يبقى أمام الزوجة إلا الدعاء بالهداية والصلاح، سائلةً الله التوفيق للجميع.