آخر تحديث: 14 / 6 / 2025م - 2:21 م

مختص نفسي: تدخل الأهل في اختيار الشريك يزرع ”هوية مستعارة“ تهدم الزواج

جهات الإخبارية

أكد الأخصائي النفسي فيصل العجيان أن مفهوم ”الهوية الزوجية“ يمثل تفسيراً أكثر عمقاً لنجاح أو فشل العلاقات الأسرية، متجاوزاً بذلك مفاهيم التوافق والرضا الزواجي السائدة.

وأوضح أن الطريقة التي يبني بها الفرد هويته في اختيار شريك الحياة تشكل العامل الأساسي في تحديد مدى قوة العلاقة وقدرتها على الصمود في وجه التحديات المستقبلية.

جاء ذلك خلال حديث العجيان، المدير التنفيذي لمجموعة ”أصدقاء تعزيز الصحة النفسية“، في حلقة بودكاست بعنوان ”الهوية الزوجية“ ضمن سلسلة السعادة الزوجية التي تقدمها المجموعة.

وأشار إلى أن هذا المفهوم، رغم أهميته عالمياً، لا يزال بحاجة إلى مزيد من الاهتمام في المنطقة العربية لأنه يفسر جذور انعدام التوافق والرضا بين الزوجين.

وصنف العجيان المقبلين على الزواج إلى فئات نفسية متباينة، أبرزها فئة ”مُحققي الهوية“ الذين يمرون بمرحلة من البحث والتفكير العميق قبل اختيار الشريك، مما يجعلهم أكثر التزاماً وقدرة على النضال من أجل علاقتهم لأنها نابعة من اختيار شخصي واعٍ.

وعلى النقيض، تحدث عن فئة ”مُغلقي الهوية“، وهم الشريحة الأكبر في المجتمع، والذين يعتمدون على قرارات الأهل والمحيطين في اختيار شركائهم، ورغم أنهم يتزوجون بشكل أسرع ويتجنبون أزمة البحث، إلا أنهم يفتقرون إلى الشغف والالتزام النابع من القرار الشخصي، وقد تظل قراراتهم الزوجية رهينة لآراء الآخرين.

وشدد العجيان على أن تأسيس الحياة الزوجية يمثل مرحلة تتجاذب فيها هويتان فرديتان، حيث يحاول كل طرف جذب الآخر إلى منظومته الثقافية والأسرية.

وأوضح أن نضج العلاقة يكمن في قدرة الزوجين على تجاوز هذا الصراع والوصول إلى مرحلة التكامل، من خلال بناء هوية زوجية جديدة ومستقلة تحترم الهويات الفردية والجذور العائلية لكليهما دون الشعور بالتعارض أو الحرج.

واعتبر العجيان هذا الطرح إنجازًا نوعيًا على مستوى التثقيف النفسي المجتمعي، حيث يسهم في تبسيط مفاهيم نفسية عميقة بلغة مفهومة وقريبة من واقع الناس.

وأكد أن تعزيز هذا الفهم لدى المقبلين على الزواج من شأنه أن ينعكس إيجابيًا على استقرار الأسرة، ويقلل من معدلات الانفصال، ويرسخ قيمًا أكثر وعيًا واستدامة في العلاقة الزوجية.

?si=sYSh2jjE0vJO14fu