آخر تحديث: 14 / 6 / 2025م - 3:29 م

طلاق كبار السن.. 23 ألف امرأة فوق الـ 65 أنهين حياتهن الزوجية خلال عام

جهات الإخبارية

كشف الأخصائي الاجتماعي فؤاد المشيخص عن تزايد ملحوظ في حالات الطلاق بين كبار السن، في ظاهرة اجتماعية بدأت ترسم ملامح جديدة للبنية الأسرية في المجتمع.

وأوضح المشيخص أن الإحصائيات الرسمية تدعم هذه الملاحظة، حيث سجلت الهيئة العامة للإحصاء لعام 2022 وحدَهُ طلاق ما يقارب 23 ألف امرأة سعودية تجاوزن سن الخامسة والستين.

وأكد خلال استضافته في بودكاست ”أصدقاء تعزيز الصحة النفسية“ أن نسب الطلاق بين من تزيد أعمارهم عن 35 عامًا تتجاوز بثلاثة أضعاف مثيلاتها في الفئات العمرية الأصغر، ما يشير إلى تحول نوعي سلبي يستدعي وقفة تأمل ودراسة معمقة.

وأعاد المشيخص هذه الظاهرة إلى ما أسماه ”تراكمات عشرات السنين“، حيث تصل المرأة إلى مرحلة من الإشباع في العطاء والتنازل دون مقابل، وبعد أن يستقل الأبناء، تُعاد مراجعة العلاقة الزوجية بناءً على واقع جديد يخلو من الدوافع السابقة للصبر. في هذه اللحظة، تختار العديد من النساء الطلاق كوسيلة أخيرة لاستعادة الكرامة والهوية الذاتية.

وأشار إلى أن الشعور بالغبن والظلم الذي يتراكم بصمت على مدى عقود ينفجر في النهاية، دافعًا المرأة إلى اتخاذ قرار الانفصال كحل أخير لاستعادة ذاتها وكرامتها.

وبيّن أن كثيرًا من هذه الزيجات بدأت منطلقاتها على أسس هشة، كالمظهر أو الإكراه الاجتماعي، لا على التوافق الفكري أو القيمي، ما يؤدي مع مرور الوقت إلى فجوة تتسع تدريجيًا، خاصة عندما يُقيَّد دور المرأة وتُمنع من تطوير ذاتها مهنيًا واجتماعيًا.

هذه العوامل، وفق تعبيره، تُفضي إلى حالة من ”الذبول الداخلي“ تدفع نحو الانفصال المؤجل.

وسلّط الضوء على ما وصفه بـ ”الحق المكتسب الزائف“، حيث تقدم المرأة في بدايات حياتها الزوجية تنازلات مادية أو معنوية تتحول لاحقًا إلى التزام دائم في نظر الزوج. مما يجعل أي محاولة من جانبها لاستعادة حقوقها بمثابة هجوم يستدعي أقسى ردود الفعل.

وذكر مثالًا لطبيبة أدارت راتبها لصالح زوجها على مدى 25 عامًا، لتكتشف في النهاية فقدانها للاستقلال المالي، وحين طالبت باستعادته، كان الطلاق هو النتيجة الحتمية.

وأكد المشيخص أن تبعات هذا النوع من الطلاق لا تقتصر على الزوجين، بل تمتد لتلقي بظلالها الثقيلة على الأبناء البالغين وأسرهم، فتتأثر علاقاتهم وتتزعزع نظرتهم للارتباط الأسري.

ودعا المقبلين على قرار الانفصال في سن متقدمة إلى ضرورة دراسة ”خريطة ما بعد الطلاق“ بكل أبعادها الاجتماعية والنفسية والمادية، لتجنب الدخول في صدمات قد تكون أقسى من واقع الزواج الذي هربوا منه.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 11
1
ليلى الناصر
[ الآوجام ]: 9 / 6 / 2025م - 9:34 م
الكلام هذا جداً واقعي. كثير من الحريم كتموا مشاعرهم سنين، ولما كبروا العيال وشافوا نفسهم خلاص ما عاد في شي يستاهل الصبر، قرروا ينفصلوا. الطلاق مو دائمًا فشل، أحيانًا بداية تصحيح
2
آمنة الشويخات
[ سيهات ]: 9 / 6 / 2025م - 10:06 م
اللي لفتني هو مصطلح ‘الذبول الداخلي’… فعلاً توصيف دقيق. ما هو سهل تعيش كل عمرك بعطاء من طرف واحد بدون مقابل ولا تقدير
3
حنان البحراني
[ تاروت ]: 9 / 6 / 2025م - 11:21 م
أنا مو مع أو ضد الطلاق، بس مع إن كل إنسان يعيش حياته بكرامة. إذا الطلاق في هذا العمر يعطي فرصة للمرأة تعيش الباقي من عمرها بسلام وكرامة، فليش لا؟
4
ليلى
[ القطيف ]: 10 / 6 / 2025م - 1:56 ص
لاينكسر مايتصلح المراة لها مشاعر إذ نكسرت
شي مايرجع كامكان فعلا في نساء كتموا مافي داخلهم تحملوا كل الالف سنين لأجل أبنائهم
5
راكان
[ القطيف ]: 10 / 6 / 2025م - 12:33 م
انا مع تعليق 1
6
ابو منار
[ حي البديعة/ الجارودية ]: 10 / 6 / 2025م - 3:09 م
هذا الزمان ماكو صبر على البلاء والمشاكل وهذه أهم اسباب الطلاق
7
لقمان الحكيم
[ القديح ]: 10 / 6 / 2025م - 4:51 م
مع كامل الاحترام للاخ الاخصائي الاجتماعي ، بس الموضوع كله مبني على فهم خاطيء لاحصائية الهيئة العامة للإحصاء...

الاحصائية التي تم عملها في عام 2022 م تقول ان النساء فوق ال 65 عام فيهم 23 الف مطلقة ..مو كلهم تطلقوا في عام 2022 ... يعني فيهم من تطلق قبل عام او عامين او خمسة اعوام او حتى عشرون او ثلاثون عام .. و لما جاء الاحصاء في 2022 كانت اعمار هؤلاء المطلقات في خانة 65 عام و اعلى ...

اصلا المملكة في كل عام عدد حالات الطلاق لا تتجاوز 60 الف حالة فكيف يتم طلاق 23 الف حالة من فئة فوق ال 65 عام لوحدهم .. هذا كلام يخالف العقل و المنطق ...

اتمنى الموضوع وضح للجميع و نتمنى من الاخ الاخصائي ان يتريث في قراءة و فهم الاحصاءات و لا يبنى موضوع كامل على "فشوش" كما يقول المصريون...
8
فؤاد
10 / 6 / 2025م - 4:52 م
المرأة والرجل لهم المعاناة نفسها وليس هناك امرأة مظلومة ورجل بريء او العكس ، البعد أبعد ما يكون من خلافات مسكوت عنها حتى جاء وقتها وهو الحساب بين الطرفين وعدم التسامح طوال فترة الزواج.
9
ابو احمد
[ القطيف ]: 10 / 6 / 2025م - 5:12 م
ظهور السوشل ماديا وخرافته وما تراه المرأة من كذب في الإعلام المراي والحريه والاستقلالية وظهور ما يسمى بمشاهير الفلس كلها اثرت في ثقافة المرأة. ولكن نقول يوم لاينفع الندم
10
احمد محمد
[ المملكة العربية السعودية / المدينة المنورة ]: 10 / 6 / 2025م - 6:18 م
رغم اننا نعيش في مجتمع مسلم إلا ان اغلب التعليقات تعبر عن الناحية المالية فقط بدون الاهتمام بما تم خلال هذه السنين التي جمعتهم ونتاجها من الأبناء والبنات والنجاح في تربيتهم وتكون من خلالهم أسر جديدة
علينا عدم اهمال مختلف الجوانب الاجتماعية والدينية والنفسية اما الناحية المالية فهي احتياجات لن يتمكن احد من اشباعها الا باجتماعهم مع بعض والدليل هو الفروقات التي ستشعر بها بعد الطلاق وبحثها عن من يصرف عليها حتى لو كان ذلك على حساب دينها وحقوقها الإنسانية
11
يوسف
[ سيهات ]: 12 / 6 / 2025م - 2:32 م
الموضوع بشكل عام يدور فقط حول الاستقلال المادي للمرأة و مظلوميتها من قبل الرجل دون التطرق للحقوق الأخرى للمرأة او حقوق الرجل او بأخطاء و سلبيات المرأة

أين بقية حقوق المرأة و أين حقوق الرجل ؟!