آخر تحديث: 8 / 6 / 2025م - 12:41 ص

من المعايير الدولية للمكتبات العامة

يوسف أحمد الحسن * مجلة اليمامة

يوجد في العالم، حسب الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات IFLA «وهي منظمة دولية تهتم بتعزيز ودعم المكتبات وخدمات المعلومات حول العالم»، ما يقارب 2.8 مليون مكتبة، من بينها 2.2 مليون مكتبة مدرسية، و 410 آلاف مكتبة عامة، و 85623 مكتبة أكاديمية.

لكن هذه المكتبات تتفاوت من حيث المساحة وعدد الكتب، حيث تتفوق الصين على جميع دول العالم بأكبر عدد منها، إذ تضم أكثر من 51 ألف مكتبة «2016»، حسب OCLC data, تليها روسيا بـ 46 ألف مكتبة، ثم الهند بنحو 29800 مكتبة.

وقد وضع هذا الاتحاد «IFLA» مع اليونسكو بعض المعايير لإنشاء المكتبات العامة، من أبرزها المسافة التي تفصلها عن المجموعات السكانية، فحددها بكيلومترين إلى ثلاثة كيلومترات في المناطق الحضرية، أي في حدود 15 إلى 20 دقيقة مشيًا، وأما في المناطق الريفية فحدد المسافة بـ 5 إلى 10 كيلومترات.

كما أن الوصول العادل للمعلومات من المجتمع الذي تخدمه هو من أبرز معايير المكتبات الجيدة، ومنها أيضًا قدرة الفئات من مختلف الأعمار على الوصول إليها والاستفادة منها، وقدرة الشرائح كافة على دخول المكتبة؛ كالمكفوفين مثلًا والمعوقين، دون معوقات «كتوفر مداخل مناسبة للكراسي المتحركة»، وقدرتهم على الاستفادة من مصادرها بتوفر الكتب المناسبة لهم؛ كالكتب المطبوعة بطريقة برايل الخاصة بالمكفوفين والكتب الصوتية. كما ينبغي أن تتوفر كل هذه الخدمات إما مجانًا أو بأسعار مناسبة للجميع. وفي حال وجود أكثر من لغة سائدة في بلد ما فينبغي توفير كتب بهذه اللغات في مكتباته. ولم تغفل المعايير حتى ساعات عمل المكتبات بما يتناسب مع أوقات فراغ أكبر شريحة سكانية، كالفترة المسائية مثلًا وإجازات نهاية الأسبوع.

وبعض الدول تعتمد عدد السكان معيارًا لوجود مكتبة، حيث حددت بـ 20 ألفًا إلى 50 ألفًا، أو أن يكون هناك بديل لذلك مكتبات متنقلة كالحافلات مثلًا في القرى أو المناطق النائية، أو المكتبات الرقمية كحل.

كذلك، من المعايير التي وضعتها بعض المؤسسات المهتمة بشؤون المكتبات أن تكون حصة كل شخص من كتب المكتبة العامة في أي دولة ما بين كتاب إلى كتابين حسب إمكانات وقدرات هذه الدولة وحسب تنوعها الثقافي، وقد يصل الرقم إلى ثلاثة كتب، كما هو الحال في الولايات المتحدة، مع تحديد مساحة معينة للمكتبة لكل 1000 نسمة.

هذه بعض المعايير التي وُضعت للمكتبات، وهي تتفاوت من بلد لآخر ومن ثقافة لأخرى، مع ضرورة مواكبتها للتطورات المتسارعة في عالم المكتبات والوصول إليها، كوجود الحواسيب والإنترنت بسرعات مناسبة، إضافة إلى الخدمات الرقمية المتنوعة، مع أهمية تنظيم فعاليات جاذبة لمختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، وملاحقة الناس في مختلف مواقعهم لجذبهم إلى عالم الكتب والقراءة. وأخيرًا، وكما في كثير من المؤسسات غير الربحية، تجب مراعاة أنظمة السلامة والوقاية من الحريق في مختلف مرافق هذه المكتبات.

ورغم ضعف الإقبال على المكتبات العامة في جميع دول العالم فيجب ألَّا يقلل ذلك من ضرورة إيلائها الاهتمام الذي تستحقه، وابتكار وسائل لاجتذاب الناس إليها؛ من برامج ثقافية وترفيهية تناسب مختلف الأعمار والتوجهات حتى يعود الألق إليها ويعود الاهتمام بالقراءة كما كان سابقًا، وإن كان بأشكال أخرى كالقراءة الرقمية أو الصوتية أو حتى التصويرية.