آخر تحديث: 6 / 6 / 2025م - 3:45 ص

هل يمكن أن يكون الكرز الحامض الحل الطبيعي لآلام العضلات وجودة النوم؟

جهات الإخبارية

يواصل الكرز الحامض، وخاصة صنف مونتمورنسي، لفت الأنظار حول العالم بفضل محتواه الغذائي الغني وتأثيراته الصحية المحتملة، حيث ينمو بشكل واسع في الولايات المتحدة، ولا سيما في ولاية ميشيغان، ويستخدم في عدة أشكال من العصائر والمكملات الغذائية.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذا النوع من الكرز يحتوي على مركبات نشطة متعددة مثل الأنثوسيانين والميلاتونين والكيرسيتين، إلى جانب فيتامينات A وC والبوتاسيوم والألياف، ما يجعله غذاءً وظيفيًا قادرًا على دعم صحة الإنسان بطرق عدة.

إذ أظهرت الأبحاث قدرته على تخفيف الالتهابات بآلية تشبه تأثير الأدوية غير الستيرويدية، من دون الأعراض الجانبية المصاحبة لها.

أظهرت تحليلات متعددة انخفاضًا ملحوظًا في مستويات البروتين التفاعلي C, المؤشر الحيوي للالتهاب، بعد استهلاك الكرز الحامض، مع وجود علاقة واضحة بين الجرعة والتحسن الصحي. كما أثبتت دراسات تأثيره الفعال في تخفيف آلام العضلات بعد التمارين، وتسريع الاستشفاء، من خلال تقليل الإجهاد التأكسدي وتحسين تدفق الدم.

على صعيد جودة النوم، أظهرت تجارب علمية مزدوجة التعمية أن عصير الكرز الحامض يحسن من مدة وكفاءة النوم، ويرتبط ذلك بزيادة مستويات الميلاتونين في الجسم، مما يعزز فرضية تأثيره البيولوجي المباشر في ضبط دورة النوم.

كما يُظهر الكرز الحامض تأثيرًا واعدًا في خفض ضغط الدم الانقباضي، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في مراحله المبكرة، إضافة إلى تحسين مؤشرات الأنسولين وضغط الدم لدى مرضى متلازمة الأيض. إلا أن النتائج فيما يخص الجلوكوز والكوليسترول والوزن لا تزال متباينة وتتطلب دراسات أوسع.

تؤكد الأبحاث الحالية على أمان تناول الكرز الحامض ضمن جرعات معتدلة، مع توصية بالاستشارة الطبية لمن يتناولون مميعات الدم أو لديهم حساسية معروفة، لعدم وجود تقارير عن تفاعلات خطيرة.

رغم النتائج المشجعة، يشير العلماء إلى ضرورة إجراء دراسات أكبر وأكثر دقة، مع التركيز على التوافر الحيوي للمركبات الفعالة وتأثير ميكروبات الأمعاء، لتثبيت فعالية الكرز الحامض كعلاج طبيعي.

تأتي هذه النتائج في ظل الاهتمام المتزايد بالأغذية الوظيفية، حيث يُمكن للكرز الحامض أن يشكل إضافة قيمة للنظام الغذائي المتوازن، خصوصًا في الوقاية من الالتهابات، وتحسين جودة الحياة، إذا ما توافرت بيانات علمية داعمة في المستقبل.