استشارية: العزلة المنزلية الطويلة تهدد الصحة النفسية للأطفال والكبار

حذّرت استشارية الطب النفسي والاجتماعي الدكتورة يمام أبوزنادة من الآثار النفسية والجسدية السلبية للبقاء الطويل داخل المنزل، مؤكدة أن هناك علاقة وثيقة بين قلة الخروج وازدياد فرص الإصابة بالقلق والاكتئاب.
وأوضحت أن العزلة الاجتماعية تُعد من أبرز أعراض الاكتئاب، وأن المكوث في المنزل لفترات طويلة يضاعف من احتمالات الإصابة بالأمراض النفسية، خاصة في ظل تغير نمط الحياة بعد جائحة كورونا، وانتشار العمل والدراسة عن بُعد، والاعتماد على وسائل التواصل بدلاً من اللقاءات المباشرة.
وأضافت أبوزنادة أن الانعزال يؤثر سلبًا على الأطفال والمراهقين أيضًا، مشيرة إلى أن قلة التواصل الاجتماعي تعيق تطور مهاراتهم الاجتماعية، وتضعف شعورهم بالقيمة الذاتية، مما يزيد من احتمالات تعرضهم للقلق والخوف من التفاعل المجتمعي.
ولفتت إلى أن البقاء داخل المنزل لفترات طويلة يقلل من التعرض لأشعة الشمس، وهو ما ينعكس سلبًا على مستويات فيتامين ”د“، الذي أظهرت دراسات علمية ارتباطه الوثيق بالحالة المزاجية، وارتفاع معدلات الاكتئاب، خصوصًا لدى سكان المناطق ذات المناخ البارد.
وبيّنت أن بعض الأشخاص قد يظنون أن شعورهم بالراحة في العزلة أمر طبيعي، إلا أنه قد يكون ناتجًا عن اضطرابات نفسية كامنة مثل الرهاب الاجتماعي أو الاكتئاب، محذرة من الانسياق وراء هذا الشعور دون وعي، لما له من آثار سلبية على التفاعل الاجتماعي وبناء العلاقات الصحية.
ودعت الأسر إلى استثمار المناسبات الاجتماعية، كالأعياد والزيارات، لتعزيز الروابط الأسرية، وتشجيع الأبناء على التفاعل مع الآخرين، بما يدعم نموهم النفسي والاجتماعي بشكل متوازن.