3 مرات في السنة فقط.. ضوابط جديدة لفحص فيتامين ”د“

طرح مجلس الضمان الصحي، عبر منصة ”استطلاع“ المخصصة لتلقي المرئيات، مسودة معايير محدثة للمبررات الطبية اللازمة لإجراء اختبارات فيتامين ”د“.
وتأتي هذه الخطوة الهامة في إطار الجهود المستمرة التي يبذلها المجلس لتعزيز جودة الرعاية الصحية المقدمة للمستفيدين، وضمان الاستخدام السليم والمبرر طبيًا لاختبارات الفيتامينات، بما يتماشى مع أحدث التوصيات العلمية المعتمدة عالميًا.
وأوضح المجلس أن هذه المعايير تهدف في المقام الأول إلى تنظيم الخدمات الصحية وتوجيهها نحو ما هو ضروري من الناحية الإكلينيكية.
ويعرّف الدليل المقترح معايير الضرورة الطبية بأنها مجموعة من الضوابط التي تُمكن مقدمي الرعاية الصحية وشركات التأمين من التحقق مما إذا كانت الخدمة الصحية أو الإجراء الطبي يستحق بالفعل التغطية التأمينية.
وتسعى هذه المعايير إلى دعم الأطباء في اتخاذ قرارات دقيقة ومبنية على الأدلة في ممارساتهم السريرية، وتوفير رعاية موحدة تضمن الاستغلال الأمثل للموارد الصحية المتاحة.
ومن أبرز ما جاء في التوصيات الجديدة، التشديد على عدم جدوى إجراء اختبارات روتينية لمستوى فيتامين ”د“ لدى الأشخاص البالغين الذين لا يعانون من أعراض واضحة تشير إلى نقصه.
وأوصى المجلس بأن يقتصر إجراء اختبار 25 ”OH“ لفيتامين ”د“ على الحالات التي تظهر عليها أعراض محددة أو عوامل خطر معينة.
وتشمل هذه الحالات وجود ضعف عضلي موثق، أو الإصابة بأمراض قد تزيد من احتمالية نقص الفيتامين مثل اضطرابات الجهاز الهضمي المرتبطة بسوء الامتصاص كالتليف الكيسي والداء الزلاقي وأمراض الأمعاء الالتهابية، بالإضافة إلى الحالات التي تلي جراحات السمنة.
واستهدفت المعايير المقترحة المصابين باضطرابات أيضية أو هرمونية، مثل السمنة وأمراض الكبد والكلى، ومرضى فرط أو قصور نشاط الغدة الجار درقية، واضطرابات مستويات الكالسيوم والفوسفات.
وأشار الدليل أيضًا إلى ضرورة إجراء الاختبار للمرضى المصابين بأمراض حبيبية كالسل والساركويد وبعض أنواع السرطان، وكذلك للمرضى الذين يتناولون أدوية معروفة بتأثيرها على امتصاص أو استقلاب الفيتامين، كأدوية الصرع وبعض علاجات الإيدز والاستخدام الطويل للكورتيزون.
ولم تغفل التوصيات الأفراد الذين يتبعون أنظمة غذائية صارمة، كالنباتيين أو من يمتنعون عن تناول الأسماك أو منتجات الحليب.
وفيما يتعلق بوتيرة إجراء الاختبارات، أوصى مجلس الضمان الصحي بألا يتجاوز عدد اختبارات فيتامين ”د“ للشخص الواحد ثلاثة اختبارات خلال العام.
وفي حال كشف الاختبار عن انخفاض في مستويات الفيتامين، شدد المجلس على ضرورة بدء الطبيب المعالج في العلاج المناسب، على أن يتم إعادة تقييم الحالة بعد فترة تتراوح بين أربعة إلى ستة أشهر من إعطاء جرعة تحميلية من الفيتامين.
وشمل الدليل أيضًا فئات أخرى معرضة لخطر نقص فيتامين ”د“ مثل المصابين بأمراض مناعية ذاتية كالذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، وكبار السن فوق 65 عامًا، والأشخاص المعرضين لكسور العظام أو المصابين بهشاشتها.
وأكد المجلس أن نطاق هذا التوجيه يقتصر حاليًا على فحوصات فيتامين ”د“ الخاصة بالبالغين، بينما تستدعي حالات الأطفال والنساء الحوامل أو المرضعات، والمصابين بأمراض معقدة مثل مرض باجيت أو الفشل الكلوي الحاد، متابعة من قبل أطباء متخصصين في المجالات ذات الصلة.
ويهدف هذا الدليل الجديد، الذي أكد المجلس على قابليته للتحديث المستمر بناءً على المستجدات الطبية، إلى ترشيد الإنفاق الصحي وتحسين كفاءة استخدام اختبارات الفيتامينات، من خلال توجيهها نحو الفئات التي تستحق الفحص فعليًا، مما يسهم في تقديم رعاية صحية دقيقة وموجهة تقلل الاعتماد على الفحوصات الروتينية غير المبررة.