“الفن السابع وجيرانه”… ندوة فكرية تُعيد صياغة العلاقة بين السينما والفنون الأخرى

أضاءت جمعية السينما مساء الاثنين جوانب جديدة في العلاقة بين السينما والفنون الأخرى، من خلال ندوة فكرية حملت عنوان“الفن السابع وجيرانه.. تلاحم السينما مع بقية الفنون”، استضافت فيها الروائي والناقد السينمائي البحريني أمين صالح، وأدارها الكاتب والشاعر عدنان المناوس، وذلك بمقر الجمعية“سينماتك الخبر”.
وشكّلت الندوة، التي حضرها عدد من صنّاع الأفلام والنقّاد والمهتمين، مساحة نقدية نوعية لإعادة النظر في موقع السينما ضمن خارطة الفنون، عبر تسليط الضوء على طاقتها التفاعلية مع الفنون المجاورة، واستعراض قدرتها على استعارة الأدوات الفنية وتحويلها إلى لغة بصرية خاصة.
وفي مداخلاته، دعا أمين صالح إلى مساءلة التصنيفات التقليدية للفن، مشيرًا إلى أن السينما لا يمكن حصرها داخل قالب مستقل، بل تتغذى من الشعر والموسيقى والرسم والمسرح، وتتداخل معها في بنية سردية وبصرية معقدة.
وطرح تساؤلات حول مفهوم“الرفعة الفنية”، وجدلية الذوق والجمهور، مؤكدًا أن السينما لا تنفصل عن مزاج المجتمع وتحولاته الثقافية.
وتخللت الندوة نقاشات موسّعة شارك فيها الحضور من نقّاد وصناع أفلام ومهتمين، حيث عبّروا عن وجهات نظرهم وأسئلتهم تجاه مفهوم الفن المتداخل، وحضور السينما في المشهد الثقافي العام، ما أضفى على الجلسة طابعًا تفاعليًا، وفتح آفاقًا جديدة للتأمل في الدور المتنامي للفن السابع.
وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة الندوات الثقافية التي تنظمها جمعية السينما، في سياق جهودها لتعزيز الحوار بين السينما وبقية الفنون، وتوسيع دوائر التلقي النقدي والبصري، بما يسهم في ترسيخ موقع السينما كعنصر حيوي في الحراك الثقافي المحلي.
وفي ختام الأمسية، أتيح للحضور فرصة اقتناء وتوقيع عدد من الإصدارات الجديدة للمشاركين، حيث وقّع أمين صالح كتابه الأحدث“أليخاندرو إيناريتو وشعرية الصدفة”، إلى جانب مجموعة من مؤلفاته الصادرة ضمن“الموسوعة السعودية للسينما”، كما وقّع عدنان المناوس كتابه“كيم كي دوك: مخرج العنف المنبوذ”، وسط تفاعل واسع من جمهور الندوة ومحبي السينما والنقد.