المختص العجيان: اضطرابات الشخصية ليست حتمية ويمكن تعديلها بالعلاج والمعرفة
- الشخصية ليست وراثة مطلقة.. والتربية تصنع الفارق
أوضح المدير التنفيذي لمجموعة ”أصدقاء تعزيز الصحة النفسية“ الأخصائي النفسي فيصل العجيان، أن اضطرابات الشخصية لا تُعد سلوكًا فطريًا مطلقًا، بل هي نتاج تفاعل بين عوامل داخلية وتجارب حياتية مكتسبة، مشيرًا إلى أن فهم الشخصية بات علمًا قائمًا على أسس دقيقة قابلة للقياس والتعديل.
وفي مستهل سلسلة بودكاست أطلقتها المجموعة خُصصت للحديث عن ”اضطرابات الشخصية“، أكد العجيان أن علم النفس لا يقدم تعريفًا واحدًا للشخصية، بل تتعدد الرؤى وفقًا للمدارس النفسية المختلفة. فبينما ترى المدرسة السلوكية أن الشخصية هي مجموعة من العادات المدعّمة منذ الطفولة، تشير المدرسة المعرفية إلى أن اختلاف التفكير هو ما يصنع التباين بين الأفراد حتى وإن نشأوا في نفس البيئة التربوية.
وأضاف أن بعض الصفات تظهر على الأطفال منذ أيامهم الأولى، وقد توحي بمستقبلهم السلوكي، إلا أن التربية والبيئة تظل عناصر مؤثرة بشكل كبير، مؤكدًا أن وجود نظم صارمة في بيئات العمل - كما هو الحال في شركات كبرى مثل أرامكو - يمكن أن يعزز من سلوكيات النظام والانضباط لدى الأفراد.
وأشار العجيان إلى أن الشخص قد يمتلك صفات تبدو متضادة في مواقف مختلفة، موضحًا أن السمات لا تختفي تمامًا بل تختلف درجاتها بين الأفراد، وهو ما دفع علماء النفس إلى تطوير مقاييس تعتمد على تدريج الصفات من الخفيف إلى الشديد.
وأوضح أن أبرز هذه النماذج هو نموذج ”الخمسة الكبار“ ”Big Five“ الذي يقسّم السمات إلى خمس مجموعات رئيسية، مشيرًا إلى أن هذه التصنيفات تساعد في فهم الشخصية بشكل أكثر دقة، خصوصًا في مجالات العمل وتوظيف المهارات.
وفيما يتعلق بالقياس النفسي، أكد العجيان أن المقاييس والاختبارات المعتمدة اليوم أصبحت أدوات علمية دقيقة، يتم فيها رصد مدى وجود السمات والاضطرابات.
وأشار إلى أن بعض الصفات مثل النرجسية قد تكون إيجابية في حال بقيت ضمن المستوى الطبيعي، وتتحول إلى اضطراب إذا أثّرت على توافق الشخص مع محيطه أو أدائه الوظيفي والاجتماعي.
وأكد على أهمية استخدام المقاييس النفسية لفهم الذات أو الآخرين، مشددًا على أن الاضطرابات ليست نهاية الطريق، بل يمكن إدارتها وتعديلها من خلال برامج علاجية مناسبة ومبنية على أسس علمية رصينة.
?si=toELeuWq4IX-6X-d
