”صقر“ الذكية تحلق في سماء المشاعر لتعزيز سلامة حج 1446 ه
أطلقت المديرية العامة للدفاع المدني طائرة الدرون المتطورة ”صقر“ لتنضم إلى منظومتها المتكاملة للإطفاء والإنقاذ خلال موسم حج هذا العام 1446 هـ.
وتأتي هذه الخطوة الهامة كتجسيد حي لمدى التطور الذي تشهده المملكة في توظيف أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز مستويات السلامة العامة وتقديم خدمات مبتكرة وعالية الكفاءة لضيوف الرحمن.
وتُعتبر طائرة ”صقر“ إضافة نوعية بالغة الأهمية لمنظومات الدفاع المدني العاملة في المشاعر المقدسة، حيث تتميز بقدرتها الفائقة على التحليق والعمل المتواصل لمدة زمنية تصل إلى اثنتي عشرة ساعة على ارتفاعات شاهقة.
هذه القدرات تمكنها من أداء مهامها المتعددة بكفاءة عالية، خاصة في المواقع ذات التضاريس الوعرة أو تلك التي قد يصعب على الفرق الأرضية الوصول إليها بالسرعة المطلوبة.
وفي هذا السياق، أوضح المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني، العقيد محمد الحمادي، أن طائرة ”صقر“ قد جُهزت بنظام إطفاء متطور متعدد الأغراض، وتبلغ حمولتها التشغيلية قرابة الأربعين كيلوجرامًا، مما يسمح لها بالتدخل السريع والفعال في التعامل مع بدايات الحرائق ومنع انتشارها.
وأضاف العقيد الحمادي أن الطائرة تتمتع أيضًا بقدرات بث حي ومباشر من موقع الحدث، مع ضمان ربط فوري ومباشر بمركز القيادة والتحكم، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تسريع عملية اتخاذ القرارات الصائبة ورفع مستوى الاستجابة للحالات الطارئة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن قدرات ”صقر“ لا تقتصر على الإطفاء، بل تمتد لتشمل تنفيذ مهام الاستطلاع الجوي والمتابعة الميدانية بمرونة ودقة عاليتين، لا سيما في المواقع التي تشهد كثافة بشرية كبيرة أو تلك التي تتطلب مراقبة دقيقة ومستمرة.
وأكد أن سرعة استجابة الطائرة تساهم بفعالية في تقليل المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الأفراد العاملون في الميدان، فضلاً عن دورها في تحسين كفاءة وجودة العمليات الميدانية بشكل عام.
وبيّن العقيد الحمادي أن طائرة ”صقر“ مُدعّمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تمنحها القدرة على تحليل البيانات الميدانية بشكل فوري والتعامل بذكاء وفعالية مع المتغيرات المختلفة للحالة الطارئة.
ولفت إلى أن إدراج هذه الطائرة ضمن عمليات الحج لأول مرة يأتي كجزء لا يتجزأ من استراتيجية الدفاع المدني الطموحة، الرامية إلى الارتقاء المستمر بجودة الخدمات الوقائية وتعزيز قدرات التدخل السريع والمؤثر في حالات الطوارئ.
ويُعد هذا التطور التكنولوجي اللافت امتدادًا للجهود الحثيثة والمتواصلة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في سبيل تسخير أحدث التقنيات العالمية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وضمان توفير أعلى مستويات الأمان والسلامة لهم خلال أدائهم لمناسكهم.
وأكد العقيد الحمادي أن المنظومة المتكاملة للدفاع المدني المشاركة في حج هذا العام تشمل تجهيزات ومعدات متطورة تدعم سرعة التدخل وكفاءة الأداء في مختلف مناطق المشاعر المقدسة، بما يضمن حجًا آمنًا وميسرًا لجميع ضيوف الرحمن.
