آخر تحديث: 7 / 6 / 2025م - 3:21 ص

هل وصف الدواء كافٍ في علاج هذه الحالة؟

بعض الناس، عندما تكون لديه مشكلة صحية، يذهب إلى طبيب معين، فيصف له أدوية استنادًا إلى التشخيص. ولكن هذا الشخص قد لا يقتنع بتلك الوصفة، فيلجأ إلى طبيب ثانٍ وثالث، حتى يطمئن إلى أن تلك الوصفة مناسبة لمشكلته الصحية.

من أبرز الأسباب التي جعلت ذلك المراجع غير مقتنع بالعلاج الذي وصفه له الأطباء في البداية، هو شعوره بأنهم لم يستمعوا إليه جيدًا، ولم يفهموا مشكلته الصحية كما ينبغي، من وجهة نظره.

يُعدّ التواصل الجيد بين الطبيب والمريض ركيزةً أساسيةً لتحقيق الموافقة المستنيرة، وتمكين المريض من اتخاذ القرارات المناسبة.

كما يُعدّ من العناصر الجوهرية في نظام الرعاية الصحية؛ إذ تشمل مهارات التواصل لدى الطبيب: القدرة على جمع المعلومات لتسهيل التشخيص الدقيق، والاستماع الجيد لشكوى المريض، وتقديم المشورة والتعليمات العلاجية، وبناء علاقة قائمة على الثقة والرعاية. فالتواصل الجيد يعزز فهم المريض، ويخفف توتره، ويزيد من التزامه بالعلاج، وبالتالي يصبح أكثر استعدادًا للاعتراف بمشكلاته الصحية، وفهم خيارات العلاج، وتعديل سلوكه، والالتزام بتناول أدويته.

الهدف النهائي لأي تواصل بين الطبيب والمريض هو تحسين صحة المريض وجودة رعايته الطبية.

من الأمور المهمة التي ينبغي على الأطباء التحلي بها — حتى وإن كانوا مشغولين أو يواجهون ضغطًا من عدد المراجعين — حسن الاستماع إلى المريض من جهة، وشرح مشكلته الصحية وطريقة علاجها من جهة أخرى.

ليس من اللائق أن يقول الطبيب للمراجع: ”مشكلتك الصحية كذا، خذ هذا العلاج وستتحسن“، أو: ”وقتي لا يسمح لي بالحديث معك“، ونحو ذلك من العبارات. وكذلك، من غير المناسب أن يرد الطبيب على استفسارات المراجع بضيق، كأن يقول له: ”أنا أفهم منك، وهذا تخصصي، وليس اختصاصك… إلخ.“

يُعدّ التواصل الفعّال بين الطبيب والمريض وظيفةً سريريةً محوريةً في بناء العلاقة العلاجية، وهو جوهر الطب وفنّه، وعامل رئيس في تقديم رعاية صحية عالية الجودة. ويُعزى كثير من استياء المرضى وشكاواهم إلى ضعف هذه العلاقة أو انهيارها.

إذا لم يشعر المراجع بالراحة تجاه طبيبه، فلن يقتنع بعلاجه، وهذا أحد أسباب تردد المراجعين بين أكثر من طبيب لنفس المشكلة.

وينطبق هذا المبدأ أيضًا على المرضى المنوّمين في المستشفيات؛ فحين يُخضع المريض لعلاج جديد أو تُغيّر الخطة العلاجية بحسب حالته، فمن المهم أن يشرح له الطبيب أسباب التغيير. هذا يعزز ثقته بالطبيب. وكثير من حالات ”الخروج على المسؤولية“ تعود إلى ضعف التواصل بين الطبيب ومرضاه.

إن التواصل الفعّال بين الطبيب والمريض هو وظيفة سريرية مركزية، وهو عنصر أساسي في تقديم الرعاية الصحية، ويُعدّ التواصل الجيد بمثابة قلب الطب وفنّه.

تتمثل الأهداف الرئيسية للتواصل بين الطبيب والمريض في: بناء علاقة شخصية جيدة، وتسهيل تبادل المعلومات، وإشراك المرضى في اتخاذ القرار الطبي.

ويُعدّ ”أسلوب تعامل الطبيب مع المريض“ من أبرز مؤشرات كفاءة الطبيب من وجهة نظر المريض.

اتفاق المريض مع الطبيب حول طبيعة العلاج والحاجة إلى المتابعة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتحسن حالته الصحية.

اللقاءات التي تُركّز على المريض تؤدي إلى رضا أعلى لكل من المريض والطبيب، كما أن المرضى الراضين أقل عرضة لتقديم شكاوى رسمية أو البدء بإجراءات سوء الممارسة.

يُسهم التواصل الجيد في تهدئة مشاعر المرضى، وتسهيل فهمهم للمعلومات الطبية، ومساعدتهم على تحديد احتياجاتهم وتوقعاتهم.

كما أن المرضى الذين يشعرون بوجود تواصل جيد مع أطبائهم، غالبًا ما يكونون أكثر رضًا عن الرعاية، ويشاركون معلوماتهم بوضوح، ويحرصون على اتباع النصائح الطبية والالتزام بالعلاج الموصوف.

مع ضرورة التنويه إلى أهمية احترام الطبيب، تقديرًا لمكانته العلمية، واعترافًا بجانبه الإنساني، والتعامل معه بأدب وأسلوب مهذب، بعيدًا عن التطاول أو استخدام العبارات الجارحة، فالعلاقة بين الطبيب والمراجع ينبغي أن تقوم على الاحترام والتقدير المتبادل.

استشاري طب أطفال وحساسية