هل صوت ”فرقعة“ الركبة يعني تمزقاً غضروفياً؟ استشاري يكشف الأعراض

حذر الدكتور عادل عبد الرحمن يحيى، استشاري جراحة العظام والمناظير والطب الرياضي، من مغبة تجاهل الأعراض التي قد تشير إلى وجود تمزق في الغضروف الهلالي لمفصل الركبة.
وأشار إلى أن هذا النوع من الإصابات يُعد شائعاً، وخصوصًا بين الأفراد النشطين رياضياً، وغالباً ما تحدث نتيجة حركة مفاجئة وسريعة أثناء ممارسة النشاط البدني.
وأوضح الدكتور عادل أن الغضروف الهلالي هو عبارة عن نسيج مطاطي مرن، يعمل كوسادة واقية بين عظمتي الفخذ والساق داخل مفصل الركبة.
ويُعد هذا النسيج جزءاً حيوياً من مكونات المفصل، إذ يساهم بشكل كبير في امتصاص الصدمات الناتجة عن الحركة ويوفر الثبات للمفصل.
وأكد أنه عند حدوث تمزق في هذا الغضروف، تتأثر الوظيفة الحركية للركبة بشكل واضح وملموس.
وفيما يتعلق بكيفية حدوث الإصابة، أشار استشاري جراحة العظام إلى أن التمزق عادةً ما ينجم عن حركة دورانية مفاجئة وسريعة للركبة، وغالباً ما يشعر المصاب بألم حاد ومفاجئ، قد يكون مصحوباً بسماع صوت يشبه ”الفرقعة“ داخل المفصل، بالإضافة إلى مواجهة صعوبة في تحريك الركبة أو المشي.
ولفت إلى أنه في بعض الحالات، قد لا يشعر المصاب بالألم بشكل مباشر فور وقوع الإصابة، بل قد تظهر الأعراض تدريجياً بعد مرور 24 إلى 48 ساعة، على شكل ألم متزايد أو انتفاخ وتورم في منطقة الركبة.
وحول خطوات التشخيص المتبعة، أكد الدكتور عادل أن عملية التقييم تبدأ دائماً بأخذ التاريخ المرضي المفصل للمصاب والاستماع إلى شكواه، ثم ينتقل الطبيب إلى إجراء الفحص السريري الدقيق للركبة.
ويلي ذلك عادةً اللجوء إلى الفحوصات التصويرية المتقدمة، مثل أشعة الرنين المغناطيسي، التي تساعد بشكل كبير على تحديد مكان التمزق ودرجة شدته بدقة عالية.
وفيما يخص خيارات العلاج المتاحة، أوضح الدكتور يحيى أن الخطة العلاجية تعتمد بشكل أساسي على درجة التمزق وطبيعة الأعراض المصاحبة له، بالإضافة إلى مستوى نشاط المريض وعمره.
وأضاف قائلاً: ”في كثير من الحالات، يمكن الاعتماد على العلاج غير الجراحي، والذي يشمل الراحة وتجنب الأنشطة التي تزيد من إجهاد الركبة، والخضوع لجلسات العلاج الطبيعي بهدف تحسين مدى الحركة وتقوية العضلات المحيطة بالمفصل، بالإضافة إلى استخدام كمادات الثلج وتناول مسكنات الألم الموصوفة لتخفيف حدة التورم والالتهاب.“
أما في الحالات التي يكون فيها التمزق كبيراً، أو عندما يرافقه أعراض حادة ومقيدة للحركة، مثل تعليق أو انقفال مفصل الركبة، أو عدم القدرة على مد الساق أو ثنيها بشكل كامل، فإن التدخل الجراحي يصبح ضرورة.
وأشار الدكتور عادل إلى أنه في هذه الحالات، يتم اللجوء عادةً إلى منظار الركبة الجراحي، وهو إجراء دقيق يتم من خلاله إصلاح الجزء الممزق من الغضروف أو إزالته إذا كان الإصلاح غير ممكن.
ونوّه استشاري الطب الرياضي إلى الأهمية القصوى لمرحلة التأهيل بعد إجراء العملية الجراحية، مشيراً إلى أن العلاج الطبيعي يلعب دوراً محورياً ورئيسياً في استعادة الحركة الطبيعية للمفصل، وتقوية العضلات الداعمة للركبة، والأهم من ذلك ضمان عدم تكرار الإصابة في المستقبل.
وشدد الدكتور عادل عبد الرحمن يحيى على ضرورة الانتباه لأي ألم أو تورم غير طبيعي يظهر في مفصل الركبة، وعدم التهاون في مراجعة الطبيب المختص في جراحة العظام، خاصةً عند الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، وذلك لتجنب تفاقم الحالة وتحولها إلى إصابة مزمنة قد يصعب علاجها لاحقاً.