آخر تحديث: 6 / 6 / 2025م - 10:50 ص

سماء المملكة تشهد اصطفافاً ثلاثياً للقمر وزحل والزهرة.. فجر الخميس

جهات الإخبارية

تشهد سماء المملكة ومعظم الدول العربية فجر يوم غدٍ الخميس، الموافق الثاني والعشرين من مايو 2025، مشهداً فلكياً ساحراً يتمثل في اصطفاف هلال القمر وكوكبي زحل والزهرة في منظر سماوي بديع يمكن رؤيته بالعين المجردة دون الحاجة إلى معدات رصد متخصصة.

وأوضح رئيس جمعية الفلك بجدة، المهندس ماجد أبوزاهرة أن هذه الظاهرة الفلكية ستُرصد قبيل الفجر بالنظر جهة الأفق الشرقي، حيث سيظهر هلال القمر مضاءً من جهته اليسرى، يجاوره كوكب زحل كنقطة ضوئية قد تبدو خافتة نسبياً في أعلى المشهد.

وأضاف أن كوكب الزهرة سيسطع بوضوح لافت أسفل هذا الاصطفاف، كونه ألمع جرم سماوي يمكن رؤيته بعد القمر. وسيستمر هذا الترتيب البصري الجذاب للأجرام الثلاثة على خط وهمي واحد من منظورنا على الأرض حتى قبيل شروق الشمس، مؤكداً أن هذا الاصطفاف هو ظاهري ولا يعني اقتراناً فعلياً بينها من الناحية المدارية.

وأشار رئيس جمعية الفلك بجدة إلى أنه على الرغم من كون مثل هذه الاصطفافات متكررة وغير نادرة الحدوث، إلا أنها تكتسب أهمية علمية خاصة لعلماء الفلك والمهتمين برصد السماء.

وأوضح أن هذه الظواهر تتيح فرصة ثمينة لاختبار مدى دقة النماذج المدارية الحاسوبية المُستخدمة في التنبؤ بحركات الكواكب والقمر، كما تُستخدم هذه الاصطفافات في معايرة أجهزة الرصد والتلسكوبات من خلال مقارنة المواقع المرصودة والسطوع الظاهري للأجرام السماوية المتجاورة.

تُعد هذه الظاهرة فرصة تعليمية قيمة للطلاب والمهتمين بعلم الفلك لتطبيق مهارات الرصد والتحليل، خصوصاً في ظل التباين البصري اللافت بين كوكب الزهرة اللامع وكوكب زحل الخافت، وهو ما يساعد على دراسة خصائص الانعكاس الضوئي والظروف الجوية المحيطة بكل كوكب.

ونوّه المهندس أبوزاهرة بأن هذا الحدث الفلكي يشكل أيضاً مناسبة مثالية لهواة التصوير الفلكي، نظراً لجمال المشهد وتناسقه البصري مع تدرج ألوان الفجر في الأفق، لافتاً إلى أن انخفاض وهج القمر في هذه المرحلة من الشهر يتيح رؤية أوضح للكواكب المجاورة له.

وأضاف أن وجود كوكب زحل، رغم خفوته مقارنة بالزهرة، إلى جانب الهلال، يمنح المشهد توازناً بصرياً فريداً.

ودعا محبي السماء والظواهر الكونية إلى عدم تفويت هذه اللحظة الفريدة والاستمتاع بالمشهد السماوي، شريطة صفاء السماء وخلو الأفق من العوائق، وهو ما يجعل كل فرصة رصد حدثاً مميزاً بحد ذاته.

ومن المتوقع أن يشهد هذا الحدث تفاعلاً واسعاً من قبل الجمعيات الفلكية والمهتمين في المنطقة، سواء من خلال الرصد المباشر أو التوثيق الفوتوغرافي، في مشهد يُجسد روعة الكون ودقته المذهلة.