آخر تحديث: 19 / 5 / 2025م - 1:20 م

كيف تحولت فتاة عشرينية لمدينة بـ 20 مليون ريال بسبب وظيفة وهمية؟

جهات الإخبارية

كشف المحامي محمد الغامدي، عن تفاصيل قضية احتيال إلكتروني معقدة، راحت ضحيتها فتاة لم يتجاوز عمرها العشرين عاماً، وتجد نفسها حالياً مطالبة بسداد مبلغ ضخم يصل إلى 20 مليون ريال، نتيجة استغلالها من قبل عصابة إلكترونية محترفة.

وروى الغامدي أن فصول الواقعة بدأت عندما تواصل أفراد العصابة مع الفتاة، وتمكنوا من إقناعها بأنها مرشحة لتولي منصب مديرة للموارد البشرية في شركة وهمية أُنشئت خصيصاً لهذا الغرض.

وطلبوا منها أن يتم استخدام حسابها البنكي الشخصي كمحطة لاستقبال تحويلات رواتب موظفي هذه الشركة المزعومة، ومن ثم إعادة تحويلها وفقاً لتعليماتهم.

وأضاف المحامي أن الفتاة، بحسن نية وبدافع الحماس للوظيفة الجديدة، بدأت بالفعل في تنفيذ عمليات تحويل ”الرواتب“ بناءً على التوجيهات الوهمية التي تلقتها.

إلا أنها اكتشفت لاحقاً، وبشكل صادم، أن حسابها في منصة ”أبشر“ قد تعرض للاختراق، وأن حسابات بنكية أخرى قد فُتحت باسمها دون علمها أو موافقتها، وتم استخدامها في عمليات مشبوهة.

وأوضح الغامدي أن الجهات المختصة، بناءً على رصد هذه التحركات المالية الكبيرة والمريبة، اعتبرت الفتاة مسؤولة بشكل أو بآخر، مما أدى إلى رفع مطالبة مالية ضخمة ضدها بقيمة 20 مليون ريال، على الرغم من كونها في الأساس ضحية لعملية نصب واحتيال منظمة ومتعددة الأوجه.

وعن الوضع القانوني الراهن للفتاة، علّق الغامدي قائلاً: ”للأسف، قضيتها صعبة الحل لأن الفتاة أهملت حسابها البنكي وتعاميم وإجراءات الأمان الخاصة به، وهذه تُعتبر أخف التهم التي قد تُوجه إليها“، ملمحاً إلى إمكانية مواجهتها لمسؤوليات قانونية إضافية نتيجة هذا الإهمال الذي سهّل من مهمة المحتالين.

وحذر محمد الغامدي المواطنين والمقيمين وخاصة فئة الشباب، من مخاطر الانسياق الأعمى وراء دعوات التوظيف الوهمية التي تنتشر بكثافة عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

ودعا إلى ضرورة توخي أقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل مع أي عروض مهنية إلكترونية، والتحقق الدقيق من مصداقيتها ومصادرها، بالإضافة إلى أهمية تفعيل وتعزيز جميع خيارات الأمان المتاحة في الحسابات البنكية والمنصات الحكومية لتجنب الوقوع كضحايا لمثل هذه الجرائم الإلكترونية المعقدة.