خبير نفسي: ”البخشيش“ قد يتحول من تقدير إلى ابتزاز غير مباشر للعميل

صنّف استشاري وبروفيسور العلاج النفسي المعرفي السلوكي، عبدالله المناحي، الإكرامية، أو ما يُعرف بـ ”البخشيش“، إلى نوعين أساسيين، موضحًا أن أحدهما يُعد تعبيرًا مقبولًا عن التقدير، بينما الآخر قد يتخذ منحى سلبيًا، مُشكلًا ضغطًا نفسيًا على العميل قد يصل في بعض الحالات إلى مستوى الابتزاز غير المباشر.
وأوضح المناحي أن الإكرامية المقبولة هي تلك التي تُمنح من العميل طواعية وبمحض إرادته بعد الانتهاء من تقديم الخدمة وشعوره بالرضا عنها، دون أي طلب أو حتى تلميح من جانب مقدم الخدمة.
وأشار إلى أن هذا النوع من ”البخشيش“ يعكس تقديرًا حقيقيًا لجودة الأداء، ويُلاحظ انتشاره بشكل أكبر في قطاعات خدمية كالمطاعم، والفنادق، وصالونات الحلاقة، وكذلك خدمات التوصيل، حيث يكون الدافع هو الاعتراف بالتميز.
في المقابل، حذّر البروفيسور من النوع السلبي للإكرامية، والذي يتجلى حينما يقوم العامل بالتلميح أو حتى الطلب المباشر للبقشيش قبل الشروع في الخدمة أو أثناء تأديتها.
ولفت إلى أن هذا السلوك يضع العميل في موقف حرج، وقد يولّد لديه شعورًا بالقلق من أن الخدمة قد لا تُنفذ بالجودة المطلوبة أو بالشكل المتفق عليه إن لم يستجب لهذا الطلب المالي الإضافي.
ودعا المناحي إلى ضرورة عدم الاستجابة لمثل هذه الإكراميات التي تُفرض بشكل ضمني أو صريح، مؤكدًا أنها بمرور الوقت قد تتحول إلى عرف غير صحي يعزز من ثقافة الاستحقاق لدى مقدمي الخدمة بدلًا من ترسيخ قيمة التقدير المبني على جودة العمل.
وشدد على أهمية التزام مقدم الخدمة بالشروط المتفق عليها أصلاً مع العميل، دون اللجوء إلى ممارسات قد تُفسر على أنها ابتزاز أو ضغط غير مبرر.
وأكد على الأهمية البالغة لنشر الوعي حول هذه الممارسات، التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها، إلا أنها تحمل في طياتها أبعادًا نفسية واجتماعية معقدة تستوجب الفهم والمواجهة الحازمة، للحفاظ على علاقات خدمية مبنية على الوضوح والاحترام المتبادل.