آخر تحديث: 19 / 5 / 2025م - 1:17 م

خبير نفسي: ”السيكوباتية“ قناع اللباقة يخفي تلاعباً خطيراً بالآخرين وميلا للعنف

جهات الإخبارية

أكد الاخصائي النفسي مصدق الخميس، أن الشخصية السيكوباتية لا تمثل اختلافاً جوهرياً في نوع السلوك مقارنة بالأفراد الأصحاء، بل تكمن الفروقات بشكل أساسي في درجة هذا السلوك وميوله.

وأوضح الخميس أن التعريف الشائع للسيكوباتية كشخصية معادية للمجتمع قد لا يكون كافياً، مشدداً على ضرورة النظر أولاً إلى كيفية تكون السلوك وطبيعته ومعايير الحكم عليه قبل تصنيف أي سمات شخصية.

وأضاف الخميس أن السلوك السيكوباتي يتجلى في ميول ونشاطات تميل نحو العنف، الكذب، اختلاق المبررات، العدوانية، والأنانية المفرطة.

وأشار خلال استضافته في بودكاست ”أصدقاء تعزيز الصحة النفسية“ إلى أن ما يجعل تشخيص هذه السمات معقداً هو قدرة الشخص السيكوباتي على الظهور بمظهر طبيعي والتصرف بلباقة فائقة لكسب ثقة المحيطين به، قبل أن يميل إلى سلوكياته المضادة للمجتمع.

وأكد أن هذه السمات قد تكون جزءاً من الخاصية السلوكية لكل شخص، لكن ظهورها ودرجتها هما ما يحددان الاضطراب.

وفيما يتعلق بتشخيص هذه الشخصية، بيّن الخميس أن الأمر لا يعتمد على مقياس واحد بشكل مطلق، مثل مقاييس الذكاء التي قد لا تكون فعالة نظراً لتمتع السيكوباتي غالباً بدرجة عالية من الذكاء والمراوغة والقدرة على التمثيل البارع.

وأوضح أن التشخيص الدقيق يتطلب النظر في عوامل متعددة تشمل البيئة، التنشئة الاجتماعية، التاريخ المرضي، الإصابات الدماغية المحتملة، تعاطي المخدرات، وحتى ظروف الحمل والولادة وتأثيراتها المحتملة على الجهاز العصبي للجنين.

وتطرق الخميس إلى خطورة هذه الشخصية على المجتمع، موضحاً أن السيكوباتي عادة ما يكون مندفعاً، يفتقر إلى التعاطف، ولا يتحمل المسؤولية، مما يجعل سلوكياته عنيفة وخالية من الرحمة، حتى وإن بدا ظاهرياً عكس ذلك.

وأكد أن السيكوباتي يتصرف بشكل واعٍ تماماً لتحقيق مصالحه الشخصية، مستغلاً ذكاءه في تدبير المكائد والتلاعب بالآخرين، دون اكتراث للمصلحة العامة أو القيم الأخلاقية.

ورجح الخميس أن العامل البيئي والتنشئة السلوكية يلعبان دوراً أكبر في تكوين هذه الشخصية مقارنة بالعوامل الوراثية، مع عدم إغفال أن الوراثة قد تضع الأساس الذي تحتاج البيئة لاحتضانه وتنميته.

وفي سياق سبل العلاج والتعامل، أشار الخميس إلى أن الأساليب العلاجية تعتمد على شدة الأعراض، مؤكداً صعوبة علاج السيكوباتي خاصة في مراحل متقدمة من العمر، على الرغم من أن هذه الميول قد تتراجع نسبياً مع التقدم في السن نتيجة لضعف القدرات أو تغير الظروف.

وأوضح أن الأدوية قد تستخدم كجسر للسيطرة على أعراض مصاحبة كالقلق أو عدم استقرار المزاج، لتمهيد الطريق للتدخل النفسي، لكنه شدد على أن السيكوباتي نادراً ما يسعى للعلاج طواعية، بل غالباً ما يلجأ إليه تحت ضغط مشكلات أخرى كالقضايا القانونية أو الخلافات الأسرية.

وفيما يخص دور المؤسسات العقابية، ذكر أنها توفر بيئة منضبطة قد تساهم في تعديل السلوك على المدى الطويل من خلال برامج تأهيلية متخصصة، رغم إقراره بقدرة السيكوباتي على التلاعب حتى ضمن هذه البيئات.

ونصح الجمهور العام بتجنب التفاعل المباشر مع السلوكيات الاستفزازية أو الاستعراضية التي قد يبديها الشخص ذو الميول السيكوباتية، وعدم إعطائها قيمة أو أهمية، كطريقة لتجنب التأثر بها أو تصعيدها.