آخر تحديث: 19 / 5 / 2025م - 1:22 م

أطباء يحذرون: كرون والقولون التقرحي قنبلة موقوتة.. والتشخيص المبكر طوق النجاة

جهات الإخبارية انتصار ال تريك - تصوير: مالك سهوي - الدمام

شدد نخبة من أطباء واستشاريي الجهاز الهضمي على الأهمية القصوى للتشخيص المبكر والتوعية المجتمعية بمخاطر ومضاعفات داء كرون والتهاب القولون التقرحي.

جاء ذلك خلال فعالية مجتمعية نظمتها الجمعية السعودية للجهاز الهضمي في مجمع دارين مول بالدمام، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بهذين المرضين.

وأكد المشاركون أن التدخل الطبي السريع والمتابعة المنتظمة يشكلان حجر الزاوية في السيطرة على هذه الأمراض المزمنة وتحسين نوعية حياة المصابين بها.

وأوضحت الدكتورة إيمان سليس، استشارية الجهاز الهضمي، أن الفعالية تهدف بشكل رئيسي إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بأمراض الأمعاء الالتهابية، وسعت إلى تصحيح العديد من المفاهيم المغلوطة الشائعة، ومن ضمنها الخلط بين هذه الأمراض وأمراض القولون الأخرى الأقل خطورة مثل القولون العصبي.

وأضافت أن تشجيع المرضى على عدم التردد في مراجعة الأطباء المختصين للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب في وقت مبكر، بالإضافة إلى كسر حاجز الصمت الذي يحيط بهذه الأمراض، يمثل أولوية.

وأشارت إلى أن الأركان التعريفية المتنوعة ضمن الفعالية قدمت للزوار معلومات طبية صحيحة وموثوقة من خلال النقاشات المباشرة مع الأطباء والاطلاع على الأعراض الشائعة، مما يمكن الأشخاص الذين يعانون من أعراض مشابهة من إدراك ضرورة التوجه الفوري للفحص الطبي، وهو ما يعزز فرص التشخيص المبكر ويحد من تفاقم المضاعفات.

وتضمنت الفعالية أركاناً متعددة قدمت شروحات وافية حول طبيعة المرضين والأعراض المصاحبة لهما، لمساعدة الزوار على التعرف المبكر على أي علامات مقلقة.

وسلطت الفعالية الضوء على المضاعفات الخطيرة المحتملة في حال تأخر التشخيص أو إهمال العلاج، والتي تشمل انسداد الأمعاء، والنزيف، وسوء امتصاص العناصر الغذائية، بالإضافة إلى مضاعفات أخرى قد تطال الجهاز الهضمي.

وقدم الأطباء عرضاً للفحوصات التشخيصية الأساسية كتحاليل الدم والبراز والتصوير الإشعاعي، مع شرح مبسط لأهمية المناظير القولونية في تقييم مدى انتشار المرض بدقة. كما تم استعراض الخيارات العلاجية المتاحة، مع التشديد على أهمية التزام كل مريض بالخطة العلاجية المصممة خصيصاً لحالته.

وخُصص ركن لتقديم إرشادات للنساء المصابات بالمرض خلال فترة الحمل، حيث أكدت الدكتورة ساره آل ثنيان، طبيبة زمالة الجهاز الهضمي، على أن الحفاظ على المرض في حالة خمول قبل التخطيط للحمل يساهم بشكل كبير في تحقيق نتائج إيجابية للأم والجنين.

ونبهت إلى ضرورة مراجعة المرأة المصابة للطبيب المختص قبل سنة على الأقل من التخطيط للحمل، مع أهمية المتابعة الدقيقة أثناء الحمل للتأكد من سلامة الأدوية المستخدمة وعدم نشاط الالتهاب.

وأشارت إلى احتمالية انتقال المرض للأطفال بنسبة تصل إلى حوالي 30% إذا كان كلا الوالدين مصابين.

وأكدت على ضرورة امتناع الطفل عن تلقي أي لقاحات حية خلال الأشهر الستة الأولى من عمره إذا كانت الأم تتلقى أدوية مثبطة للمناعة، مطمئنة في الوقت ذاته بأن غالبية الأدوية المستخدمة تعتبر آمنة خلال فترتي الحمل والرضاعة، ولكن شريطة أن تتم كل حالة على حدة تحت إشراف طبي دقيق.

من جانبه، أوضح الدكتور معتز الغامدي، أخصائي الجهاز الهضمي، والذي كان مسؤولاً عن ركن توضيح مضاعفات المرضين، أن هذه المضاعفات تنقسم إلى قسمين رئيسيين.

وقال يتعلق القسم الأول بالجهاز الهضمي مباشرة، ويشمل التقرحات، والنزيف المتكرر، والالتهابات البكتيرية، وحدوث تضيقات والتصاقات في الأمعاء، لافتاً إلى أن التهاب القولون التقرحي قد يزيد من احتمالية تطور سرطان المستقيم.

وأضاف أما القسم الثاني من المضاعفات، فيؤثر على أعضاء أخرى خارج الجهاز الهضمي، ومن أبرزها التهابات العين، والتهابات تناسلية، وآلام المفاصل، وظهور أمراض روماتيزمية، والطفح الجلدي، وتشكل حصوات الكلى، بالإضافة إلى ضعف امتصاص الأملاح والمعادن الأساسية مما يؤدي إلى فقر الدم ونقص الحديد.

وتابع أن الالتهابات في بعض الحالات قد تصيب الأمعاء الدقيقة والغليظة معاً، وقد تكون ناجمة عن خلل في الجهاز المناعي الذاتي أو مرتبطة بنمط التغذية، خاصة الإفراط في تناول الأطعمة الجاهزة.

بدوره، أكد الدكتور جهاد السيهاتي، استشاري الجهاز الهضمي والمناظير، أن هذه الفعالية التوعوية هدفت إلى سد النقص في الوعي المجتمعي بأمراض الأمعاء الالتهابية التي، ورغم بدء انتشارها بشكل ملحوظ في المجتمع، لا يزال الوعي بها دون المستوى المأمول.

وشدد على حرص الأطباء على توعية الناس بأهمية التشخيص المبكر والعلاج المناسب، موجهاً دعوة لكل من يعاني من أعراض مثل آلام البطن المتكررة، أو فقدان الوزن غير المبرر، أو الالتهابات المزمنة، أو تغير في طبيعة الإخراج، أو لديه تاريخ عائلي للإصابة بهذه الأمراض، إلى ضرورة مراجعة الطبيب دون تأخير.

وأشار إلى تنوع البروتوكولات العلاجية، مؤكداً عدم وجود علاج موحد يناسب جميع المرضى، بل يعتمد اختيار العلاج على درجة تقدم المرض ومدى تأثر المريض بالمضاعفات.

وأوضح أن الخيارات العلاجية تشمل العلاجات البيولوجية والمناعية، وقد تتطلب بعض الحالات تدخلاً جراحياً، لافتاً إلى أن التغذية العلاجية تلعب دوراً محورياً ضمن الخطة العلاجية المتكاملة.

واعتبر أن إجراء تنظير القولون والفحوصات المخبرية والأشعة وسائل أساسية للوصول إلى تشخيص دقيق، مؤكداً أن الهدف الأسمى هو تحقيق علاج فعال وتحسين جودة حياة المريض.

وفي سياق التمييز بين الأمراض المتشابهة، أوضحت الدكتورة إسراء التاروتي، طبيبة مقيمة في قسم الباطنية، أن القولون التقرحي يعتبر من أبرز أمراض الالتهابات المزمنة التي تصيب الجهاز الهضمي، وهو يختلف كلياً عن متلازمة القولون العصبي.

وأفادت بأن القولون التقرحي يصيب منطقة القولون وصولاً إلى فتحة الشرج، وتشمل أعراضه المزمنة الإسهال المصحوب بالدم، والحمى، والشعور بالإرهاق العام، وقد يترافق مع آلام في المفاصل وطفح جلدي، مما يؤثر سلباً وبشكل كبير على جودة حياة المريض.

وشددت الدكتورة التاروتي على أهمية وضع خطة علاجية واضحة ومُحكمة بين الطبيب والمريض، تتضمن التزاماً صارماً ومستمراً بالعلاج لتجنب أي تدهور محتمل في الحالة الصحية.

وبينت أن الانقطاع عن العلاج يؤدي حتماً إلى تفاقم المرض.

وأوصت بضرورة الابتعاد عن مسببات التوتر والإقلاع عن التدخين كجزء لا يتجزأ من الخطة العلاجية الشاملة.