آخر تحديث: 22 / 5 / 2025م - 12:34 ص

البرفسور جعفر آل توفيق.. نبضُ الوطن في قلب العالم

عماد آل عبيدان

حين يُترجم الطبيب رسالته إلى إنجاز، ويتحوّل العِلم إلى راية ترفرف بها السعودية على عرش الصحة العالمية.

في زمنٍ تتسابق فيه الأمم على صناعة التفوق، وتشتد فيه الحاجة إلى قامات لا تُشبه إلا نفسها، تبرز أسماءٌ لا تلمع فحسب، بل تُشعّ ضياءً في فضاء الإنجاز، وتغدو أيقونات يُحتذى بها على صعيد الوطن والعالم معًا. ومن بين هؤلاء، يسطع نجم البروفيسور جعفر علي آل توفيق، لا كاسمٍ في سجل العلماء فحسب، بل كعلامة فارقة في ذاكرة الوطن الصحية، وركنٍ من أركان تطوره البحثي والطبي.

في هذا اليوم الفاخر، السبت 17 مايو 2025 م، الموافق 19 ذو القعدة 1446 هـ، سجّلت المملكة العربية السعودية صفحة جديدة في سجل مجدها العلمي، بتكريمٍ مستحق حازه أحد أعمدتها الطبية، بحصول البروفيسور جعفر آل توفيق على جائزة التطعيم السعودية الدولية المرموقة، ضمن فعاليات المنتدى السعودي الدولي السابع للتطعيم، المنعقد في الرياض.

ليست الجائزة مجرد لقب أو لوحة تُعلّق على جدار، بل هي تتويج لمسيرة من العطاء الذي امتدّ عميقًا في الجذور، ومتسعًا في الآفاق، ساهمت في تعزيز الصحة العامة على المستوى المحلي والدولي. فالبروفيسور آل توفيق، لم يكن يوماً طبيباً اعتيادياً، بل كان ولا يزال رائداً في تحويل الطب من ممارسة إلى رسالة، ومن علاج إلى بناء ووقاية، حتى غدا رمزًا من رموز الوقاية الذكية، والمبادرات الصحية المبدعة، والبحث العلمي الرصين.

وقد جاء هذا الإنجاز الجديد ليُضاف إلى سجلٍ حافل بالتميز، تجلّى منذ أن حمل راية العلم من جامعة الملك فيصل، ثم عبر بوابة التخصص في جامعة إنديانا، وامتدّ في آفاق البحوث العالمية، ليضع اسمه بقوة في طليعة من تصدّوا لأشرس الأوبئة وأخطر التحديات الصحية، ككوفيد -19 ومتلازمة ميرس، بأبحاثه الرائدة التي أسهمت في تشكيل السياسات الصحية ومكافحة العدوى على المستويات الإقليمية والعالمية.

إنه تجسيدٌ حيّ للعالم الذي تتكئ عليه الأوطان. فكل سطر في سيرته لا يروي فقط رحلة إنسان، بل يسرد فصولاً من كفاح وطنٍ في مضمار الصحة والبحث والابتكار، حيث تتجسّد السعودية الجديدة - الطموحة إلى القمة - في صورة رجال مثل جعفر آل توفيق، الذين يربطون الحاضر بالمستقبل، والمؤهلات بالريادة، والإنسانية بالعلم.

لا عجب أن يكون لهذا الإنجاز صدى واسع، ليس فقط في الأوساط الطبية، بل في الوعي الجمعي لكل سعودي يعتز بأن تكون هذه القامة أحد أبناء الوطن. ذلك لأن هذه الجائزة تعبّر عن نبض المجتمع، وفخره بمن ينذر عمره لرفعته، ويصنع من لَبِنات التخصص طريقًا لمستقبلٍ أكثر وعياً وصحة.

هي ليست جائزة للبروفيسور جعفر وحده، بل هي وسامٌ للوطن كلّه، واحتفالٌ بقدرة السعودية على إنجاب القادة الذين يقفون جنبًا إلى جنب مع أعرق المؤسسات، ويقودون من مواقعهم تحولات عميقة في الرؤية والتنفيذ والنتائج. فكل إنجاز له، هو أيضًا حجر في صرح تطور الوطن، ومؤشر على أن عقولنا باتت تُنتج لا تستهلك، وتبتكر لا تكرر، وتُسهم لا تتابع.

وإنّ هذا الحدث يعكس أمراً جوهرياً: أن المجتمعات الحية لا تنهض إلا بقيادات تُتقن فنّ الأثر قبل فنّ الظهور. فجعفر آل توفيق هو ذلك النوع من العلماء الذين لا يتكلمون كثيراً، بل يجعلون أفعالهم تتكلم عنهم. لا يركضون وراء الضوء، بل يصنعونه. لا ينتظرون الإشادة، بل يستحقونها.

وفي ظل هذه اللحظة التي اختلط فيها الفخر بالعرفان، والعلم بالولاء، نُدرك كم نحن محظوظون أن نعيش في زمنٍ يكتب فيه أمثال البروفيسور آل توفيق فصول مجدنا الصحي بمداد العقل والقلب، وأن نكون شهودًا على هذا النبض السعودي المتألق في قلب خارطة الطب العالمي.

فله منا، من كل قلب ووجدان، تحيةٌ تليق بمقامه، ودعوةٌ صادقة أن يحفظه الله، ويبارك خطواته، ويُضاعف من أمثاله.

ومباركٌ للوطن بكم يا بروفيسور جعفر.. أنتم الوجه المشرف لهذا الجيل، وصوت الإنجاز النابض في سماء الصحة والإنسانية.