آخر تحديث: 19 / 5 / 2025م - 1:23 م

فلكية جدة: الانفجارات الشمسية لا ”تشوي“ الأرض.. والعوامل المناخية هي السبب

جهات الإخبارية

أكدت الجمعية الفلكية بجدة على ضرورة تقديم معلومات علمية دقيقة وتصحيح بعض المفاهيم الشائعة حول تأثير الانفجارات الشمسية على درجات حرارة الأرض.

وأوضح رئيس الجمعية، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذه الظواهر الشمسية، رغم تأثيرها على المجال المغناطيسي والاتصالات، لا تسبب زيادة مباشرة أو فورية في درجة حرارة سطح كوكبنا، وأن أي ارتفاعات محسوسة تعود لعوامل مناخية أرضية.

وأشار المهندس أبو زاهرة إلى أن الانفجارات الشمسية والانبعاثات الإكليلية، رغم شهرتها بتأثيرها الملحوظ على المجال المغناطيسي للأرض وما قد تسببه من اضطرابات في شبكات الاتصالات والأقمار الصناعية وأنظمة الطاقة الكهربائية، إلا أن هذا التأثير لا يمتد ليشمل رفع درجة حرارة سطح الأرض بشكل مباشر وفوري.

وبيّن أن درجة حرارة الأرض الفعلية تتأثر بشكل أساسي بعوامل مناخية محلية وإقليمية معقدة، مثل أنظمة الضغط الجوي السائدة، والتيارات الهوائية، ومستويات الرطوبة، مرجعًا ارتفاع درجات الحرارة الذي قد يصل أحيانًا إلى 45 درجة مئوية لهذه العوامل الجوية الأرضية البحتة.

وأضاف رئيس فلكية جدة أنه على الرغم من كون الشمس هي المصدر الرئيسي للحرارة والطاقة لكوكب الأرض، فإن التغيرات في إشعاعها الكلي خلال حدوث الانفجارات الشمسية تكون طفيفة جدًا ومؤقتة بطبيعتها، ولا يمكن أن تؤدي إلى تقلبات حادة أو ملحوظة في درجات الحرارة الأرضية خلال أيام أو أسابيع قليلة.

ولفت النظر إلى أنه خلال هذه الانفجارات، تزداد بالفعل كمية الإشعاع الكهرومغناطيسي المنبعث من الشمس، ولكن هذا يحدث لفترة وجيزة جدًا لا تتعدى الثواني أو الدقائق، وهذه الزيادة اللحظية لا تؤثر بشكل كبير في إجمالي كمية الطاقة التي تصل فعليًا إلى سطح الأرض، وبالتالي لا تسبب تغيرات محسوسة في درجات الحرارة.

وأبان المهندس أبو زاهرة أن التأثير الرئيسي للانفجارات الشمسية يتركز في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض، مثل طبقتي الأيونوسفير والستراتوسفير.

وأوضح أنه يمكن لهذه الظواهر أن تتسبب في تسخين مؤقت لهذه الطبقات الجوية العليا، لكن هذا التأثير الحراري لا ينتقل بشكل مباشر أو فعال إلى سطح الأرض لدرجة أن يغير درجات الحرارة اليومية أو الموسمية التي نعيشها.

وفيما يتعلق بالتأثيرات طويلة الأمد، أوضح رئيس الجمعية أن التغيرات في نشاط الشمس على مدى سنوات أو عقود يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات طفيفة على مناخ الأرض ودرجات الحرارة بشكل عام، لكنها لا تتسبب في الارتفاعات المفاجئة أو الحادة التي يُروج لها أحيانًا.

وأكد على أنه لا توجد أي علاقة علمية مثبتة حتى الآن تربط بشكل مباشر بين الانفجارات الشمسية وارتفاع درجات حرارة الأرض اليومية، وأن أي ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة يعود بشكل أساسي إلى عوامل مناخية داخلية على كوكب الأرض وليس إلى النشاط الشمسي المفاجئ.