القطيف تكشف تحديات ”الفيبروميالجيا“.. 8% نسبة الإصابة بالمملكة والتشخيص معقد

أكد مختصون أن مرض الألم العضلي الليفي، المعروف بـ ”الفيبروميالجيا“، يمثل أحد أكثر حالات الألم المزمن شيوعًا التي تستقبلها عيادات الروماتيزم، مشيرين إلى أن تشخيصه وعلاجه لا يزالان يشكلان تحديًا كبيرًا للأطباء والمرضى على حد سواء.
جاء ذلك خلال فعالية صحية توعوية نظمها مستشفى القطيف المركزي بمناسبة اليوم العالمي للروماتويد، حيث كشفت دراسة بحثية حديثة عن ارتفاع معدل انتشار المرض بين سكان المملكة ليصل إلى 8%، فيما تتراوح نسبة الإصابة به عالميًا بين 2% و 9% من سكان العالم.
وأوضح المختصون أن الفيبروميالجيا يوصف غالبًا بالمرض الغامض وغير المرئي، نظرًا للصعوبات التي تواجه الأطباء والمرضى في الوصول إلى تشخيص دقيق، والذي قد يستغرق في كثير من الأحيان أكثر من عامين ويتطلب زيارات متكررة لأطباء من تخصصات مختلفة.
وأرجعوا هذا التأخير إلى قائمة الأعراض غير المترابطة ظاهريًا والمنتشرة في أجهزة الجسم المتعددة، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين به.
وهدفت الفعالية، التي أقيمت في بهو المستشفى بحضور عدد من الأطباء والمختصين والمرضى والزوار، إلى التعريف بأمراض الروماتويد ومضاعفاتها، مع تسليط ضوء خاص على الفيبروميالجيا كأحد أبرز الاضطرابات المرتبطة به.
وفي هذا السياق، أفادت الدكتورة هدى آل درويش بأن الفيبروميالجيا يعد مرضًا مزمنًا يتمثل في ألم منتشر يصيب جميع أنحاء الجسم، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بعدد من الأعراض المنهكة الأخرى.
وبَيَّنَت أن أسباب الإصابة بالمرض متعددة وغير محددة بشكل قاطع دائمًا، وقد تشمل الإصابة المسبقة ببعض الأمراض المزمنة مثل السرطان والروماتويد، وكذلك الاضطرابات النفسية كالقلق والتوتر والاكتئاب.
وأضافت أن اضطرابات النوم المزمنة واحتكاك المفاصل تعد أيضًا من بين العوامل المحتملة، لافتة إلى أنه في كثير من الحالات، قد لا يتمكن الأطباء من تحديد مسبب واضح للمرض، وأكدت أن هذا المرض يظهر بشكل أكثر شيوعًا بين النساء مقارنة بالرجال.
وحول الأعراض المصاحبة للفيبروميالجيا، ذكرت الدكتورة آل درويش أن من أبرزها الشعور بالتعب والإرهاق المزمن، ومشاكل واضطرابات في النوم، واحتمالية الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، والصداع النصفي المتكرر.
وأشارت إلى أن النساء المصابات قد يعانين أيضًا من اضطرابات في الدورة الشهرية، وهي أعراض مجتمعة تزيد من معاناة المصابين وتؤثر سلبًا على جودة حياتهم اليومية.
وفيما يتعلق بآلية تشخيص المرض، أوضحت الدكتورة آل درويش أنه يتم تشخيص الفيبروميالجيا إكلينيكيًا بناءً على استمرار الألم المنتشر في الجسم لأكثر من ثلاثة أشهر، مع وجود اضطرابات ملحوظة في النوم تستمر لعدة أشهر متواصلة.
وشددت على أهمية المبادرة بمراجعة الطبيب المختص فور ملاحظة هذه الأعراض، سواء كان طبيب الأسرة، أو طبيب الروماتيزم، أو طبيب الباطنية، أو حتى طبيب المخ والأعصاب، وذلك لتأكيد التشخيص وبدء المسار العلاجي المناسب دون تأخير.
أما عن الخطة العلاجية، فأفادت الدكتورة آل درويش بأنها عادة ما تكون شاملة وتتضمن جوانب متعددة لمعالجة هذا الاضطراب المعقد.
وأوضحت أن العلاج قد يشمل العلاج النفسي لدعم المريض في التعامل مع الآثار النفسية للمرض، والعمل على معالجة اضطرابات النوم التي تعد من الأعراض الأساسية.
وأضافت أن تحسين نمط الحياة الصحي، الذي يتضمن التغذية المتوازنة والنشاط البدني المعتدل، يلعب دورًا هامًا، إلى جانب العلاج الطبيعي والبرامج الدوائية التي يتم تحديدها بدقة بحسب حالة كل مريض وتقييم الطبيب المعالج.
وأكدت على الدور المحوري للوقاية وتخفيف حدة الأعراض من خلال الالتزام بممارسة التمارين الرياضية المنتظمة.
ونوهت بشكل خاص إلى أهمية تمارين الاستطالة وتقوية العضلات، موضحة أن لهذه التمارين قدرة كبيرة على تخفيف حدة الأعراض، وتحسين مرونة الجسم، وبالتالي تعزيز جودة الحياة بشكل عام للمصابين بالفيبروميالجيا.