استشاري قلب يربط بين الغبار وزيادة خطر الجلطات القلبية

حذّر استشاري أمراض القلب، الدكتور خالد النمر، من التداعيات الصحية الخطيرة التي قد تسببها موجات الغبار والعواصف الترابية، مؤكدًا أنها تتجاوز كونها مجرد إزعاج بصري أو بيئي لتصبح تهديدًا مباشرًا للصحة العامة، وبشكل خاص لصحة القلب والجهاز التنفسي.
وأشار إلى أن أقسام الطوارئ في المستشفيات تشهد تضاعفًا في أعداد المراجعين خلال أيام الغبار، لا سيما بين فئتي الأطفال وكبار السن، نتيجة لتفاقم حالات الربو وظهور صعوبات حادة في التنفس.
وأوضح الدكتور النمر أن ثلاثة أعضاء رئيسية في جسم الإنسان هي الأكثر تأثرًا بشكل مباشر خلال هذه الظواهر الجوية، وهي العين، والجهاز التنفسي، والقلب.
وربط بشكل علمي بين ارتفاع تركيز الجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء، والمعروفة بـ ”PM₁₀“، خلال العواصف الترابية، وبين الزيادة الملحوظة في الحاجة لخدمات الطوارئ الطبية المتعلقة بأمراض القلب.
وأشار تحديدًا إلى أنه ”عند زيادة تركيز PM₁₀ بمقدار 100 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء، ترتفع حالات الطوارئ القلبية بنسبة 1,35%“.
وبيّن استشاري أمراض القلب آلية هذا التأثير، موضحًا أن هذه الجسيمات الدقيقة قادرة على اختراق الحواجز الدفاعية في الجهاز التنفسي والوصول إلى الدورة الدموية.
وأضاف أن وصولها للدم يؤدي إلى حدوث تهيج في جدران الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر تكوين الجلطات الدموية، سواء كانت قلبية أو دماغية، مؤكدًا أن هذا الخطر يكون أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون مسبقًا من أمراض مزمنة في القلب أو الرئة.
وشدد الدكتور النمر على أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، وفي مقدمتها ارتداء الكمامات الطبية المعتمدة خلال موجات الغبار، واصفًا الكمامة بأنها تمثل ”خط الدفاع الأول“ ضد هذه الجسيمات الضارة، وخصوصًا بالنسبة لمرضى القلب والربو الذين قد تشهد حالاتهم تدهورًا خطيرًا بسبب استنشاق الهواء الملوث.
وأوصى كذلك بتجنب الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، خاصة لمرضى الربو المزمن وكبار السن، لتفادي الإصابة بنوبات الربو الحادة، والتهابات الجيوب الأنفية، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي التي يرتفع معدل الإصابة بها خلال فترات الغبار.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تتصاعد فيه حدة العواصف الترابية في مناطق عدة من المملكة، لا سيما خلال فصول الانتقال المناخي، لتؤكد على أهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية البسيطة التي قد تمنع حدوث مضاعفات صحية وخيمة، قد تكون قاتلة في بعض الأحيان.
وأكد على حقيقة أن ”الصحة القلبية ليست بمعزل عن البيئة المحيطة“، داعيًا إلى ضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي بخطورة التغيرات المناخية وتأثيراتها الصحية، والاستعداد لها ليس فقط بمظلة أو نظارة شمسية، بل بتوفير حماية حقيقية وفعالة للرئتين والقلب.