هل تزيد المضافات الغذائية في طعامك خطر إصابتك بالسكري؟

كشفت دراسة فرنسية، عن وجود ارتباط محتمل بين استهلاك خليطين محددين من المواد المضافة الغذائية الشائعة وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ويأتي هذا الكشف في ظل الانتشار المتزايد لهذا المرض عالميًا، والذي يؤثر حاليًا على نحو 90% من إجمالي المصابين بالسكري البالغ عددهم حوالي 830 مليون شخص حول العالم.
وقاد فريق البحث من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية ”INSERM“، تحت إشراف الدكتورة ماتيلد توفييه، تحليل البيانات الغذائية المفصلة لأكثر من 109 آلاف شخص بالغ شاركوا في الدراسة الاستقصائية الفرنسية ”NutriNet-Santé“ على مدى فترة طويلة امتدت من عام 2009 وحتى عام 2023.
وأظهرت النتائج أن التعرض لخليطين من المضافات كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالمرض. يضم الخليط الأول مستحلبات غذائية مثل النشويات المعدلة والبكتين وصمغي الغوار والزانثان، بالإضافة إلى مادة حافظة هي سوربات البوتاسيوم وملون الكركمين.
أما الخليط الثاني، فيتكون من محسنات حموضة مثل حمض الستريك، ومحليات صناعية كالأسبارتام والسكرالوز، وأصباغ مثل كراميل الأمونيا.
وأشارت الباحثة المشاركة في الدراسة، ماري باين دي لا غارانديري، إلى أن المواد المضافة غالبًا ما يتم تقييم سلامتها بشكل فردي، بينما يستهلكها الأفراد عادة ضمن خلطات معقدة في الأطعمة والمشروبات، مما قد يؤدي إلى تفاعلات وتأثيرات صحية غير متوقعة لم تكن في الحسبان عند التقييم الفردي لكل مادة.
وربطت الدراسة التي نُشرت في مجلة ”PLOS Medicine“ العلمية، هذه الخلطات المحددة بأطعمة ومشروبات رائجة في الأسواق، مثل بعض أنواع المرق الجاهز، وحلويات الألبان المصنعة، والمشروبات الغازية المحلاة صناعيًا، والصلصات المعلبة، مما يعكس مدى شيوع هذه المضافات في النظام الغذائي الحديث.
وتعليقًا على هذه النتائج، أوضح الدكتور مير علي، وهو جراح متخصص في علاج السمنة بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أنه مع تزايد اعتماد المجتمعات على الأغذية المصنعة والمعالجة، يصبح من الضروري جدًا فهم التأثيرات الصحية المحتملة لهذه المضافات، خاصة وأن داء السكري من النوع الثاني يمثل تحديًا صحيًا عامًا وكبيرًا على مستوى العالم.
وعلى الجانب الآخر، أبدى المجلس الدولي لجمعيات المشروبات ”ICBA“ تحفظه على نتائج الدراسة، حيث صرحت مديرته التنفيذية، كيت لوتمان، بأن الاستنتاجات ”مضللة“، مؤكدةً أن المكونات المستخدمة في منتجات الصناعة تُعتبر آمنة بناءً على أدلة علمية راسخة وطويلة الأمد.
وفي ضوء هذه الدراسة، يجدد الخبراء توصياتهم بضرورة الحد من استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، وتشجيع العودة إلى الخيارات الغذائية الطبيعية والكاملة قدر الإمكان.
وأكدوا على أهمية قراءة الملصقات الغذائية بانتباه لتحديد وتجنب المنتجات التي تحتوي على قوائم طويلة ومعقدة من المواد المضافة الصناعية.
وتخلص الدراسة إلى دعوة الهيئات التنظيمية إلى إعادة النظر في منهجية تقييم سلامة المواد المضافة، بحيث لا تقتصر على تقييم كل مادة على حدة، بل تشمل دراسة تأثيراتها المحتملة عند وجودها ضمن خليطها الطبيعي في المنتجات الغذائية، وذلك بهدف تعزيز حماية المستهلك وتطوير السياسات المتعلقة بسلامة الغذاء.