آخر تحديث: 19 / 5 / 2025م - 11:54 م

استشارية جلدية: كل مصاب بالعنقز سابقاً معرض للحزام الناري.. وثلث البالغين في خطر

جهات الإخبارية

أكدت استشارية الأمراض الجلدية، الدكتورة نجلاء الدوسري، أن أي شخص سبق له الإصابة بجدري الماء، المعروف شعبياً بـ ”العنقز“، هو عرضة للإصابة بمرض الحزام الناري في مرحلة لاحقة من حياته.

وأوضحت أن كلا المرضين ينجمان عن نفس الفيروس، وهو فيروس الحماق النطاقي ”Varicella-Zoster Virus“.

وشرحت الدكتورة الدوسري آلية حدوث ذلك، مبينة أن الفيروس لا يتم القضاء عليه تماماً بعد الشفاء من جدري الماء، بل يبقى كامناً وغير نشط في جذور الأعصاب الحسية على طول النخاع الشوكي.

وأشارت إلى انه بعد مرور سنوات، قد ينشط هذا الفيروس مجدداً لسبب أو لآخر، مسبباً الإصابة بالحزام الناري، الذي يُعرف أيضاً بـ ”الهربس النطاقي“، ويظهر عادةً على شكل طفح جلدي مؤلم للغاية مصحوب ببثور، وغالباً ما يأخذ شكل حزام أو شريط يلتف حول جانب واحد فقط من الجسم.

وسلطت الدوسري الضوء على وجود مفاهيم خاطئة وسوء فهم واسع النطاق حول مدى انتشار وخطورة الحزام الناري، خاصة بين الفئات الأكبر سناً.

وأشارت إلى دراسات عالمية تظهر أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص معرض للإصابة بالمرض خلال حياته. إلا أن دراسة عالمية حديثة شملت بالغين فوق سن الخمسين في أكثر من 12 دولة، كشفت أن 86% منهم يقللون بشكل كبير من تقدير مخاطر الإصابة بالمرض وشدته المحتملة، أو ليس لديهم معرفة كافية به.

وقدر أكثر من ربع المشاركين ”26%“ أن الخطر هو 1 من كل 100 شخص، بينما اعتقدت نسبة أخرى ”17%“ أن الخطر هو 1 من كل 1000، كما يعتقد حوالي نصف المشاركين ”49%“ أن احتمالية إصابتهم شخصياً بالمرض ضئيلة.

وعن أعراض المرض، نبهت الدوسري إلى أنها تظهر عادةً في جزء صغير من جانب واحد من الجسم، وغالباً ما يكون الألم هو أول الأعراض ظهوراً، وقد يكون حاداً أو حارقاً أو مصحوباً بخدر أو وخز، مع حساسية شديدة للمس في المنطقة المصابة.

وبينت انه قد يظهر الطفح الجلدي بعد بضعة أيام من بدء الألم، مكوناً بثوراً مملوءة بسائل ثم تتقشر لاحقاً. وفي بعض الحالات، قد يصاب الشخص بالحزام الناري دون ظهور طفح جلدي.

وأشارت استشارية الجلدية إلى أن فرص إعادة تنشيط الفيروس والإصابة بالحزام الناري تزداد مع ضعف الجهاز المناعي، والذي قد يحدث نتيجة التقدم في العمر، أو الإصابة بأمراض معينة، أو تناول الأدوية المثبطة للمناعة.

وأكدت أنه حتى لو لم يتذكر الشخص إصابته بالعنقز أو كانت الإصابة خفيفة دون أعراض واضحة، فإنه لا يزال حاملاً للفيروس وبالتالي معرضاً للإصابة بالحزام الناري.

وفيما يتعلق بالتعامل مع المرض، أوضحت الدكتورة الدوسري أنه على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للحزام الناري، إلا أن هناك طرقاً فعالة للسيطرة على الأعراض وتقصير مدة العدوى.

ونصحت أي شخص يشتبه في إصابته بالتواصل الفوري مع اختصاصي الرعاية الصحية لوصف الأدوية المناسبة، مثل مضادات الفيروسات ومسكنات الألم، التي يمكن أن تقلل من حدة الأعراض ومدتها.

وأوصت باتباع إرشادات عامة مثل الحفاظ على منطقة الطفح نظيفة وجافة، وارتداء ملابس فضفاضة، وعمل كمادات باردة لتخفيف الألم، مشيرة إلى أن البثور تندمل عادةً خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

وشددت الدكتورة الدوسري على أهمية الوقاية، مؤكدة أن أفضل الطرق هي الالتزام بتوصيات وزارة الصحة السعودية وأخذ اللقاح المخصص للوقاية من الحزام الناري.

وأوصت به بشكل خاص للبالغين من عمر 50 عاماً فأكثر، أو البالغين المصابين بأمراض مناعية أو مزمنة، أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، مع ضرورة استكمال الجرعة الثانية من اللقاح لتحقيق أعلى درجة من الحماية.

وأكدت على أهمية استشارة طبيب الرعاية الأولية للحصول على معلومات كافية حول المرض وكيفية الوقاية منه.