آخر تحديث: 29 / 4 / 2025م - 11:27 م

استشاري: القولون العصبي قد يصيب الأطفال والمراهقين ويتطلب دعماً نفسياً وغذائياً خاصاً

جهات الإخبارية

أكد استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير والكبد لدى الأطفال، الدكتور وليد العتيبي، أن متلازمة القولون العصبي لا تقتصر على فئة البالغين كما هو شائع، بل يمكن أن تصيب الأطفال والمراهقين أيضاً، مسببة لهم آلاماً وإرهاقاً يستدعيان فهماً دقيقاً للحالة واهتماماً خاصاً من قبل الأهل والمحيطين بهم.

وأوضح الدكتور العتيبي أن القولون العصبي لدى الأطفال يُصنف كاعتلال وظيفي في الجهاز الهضمي، أي أنه لا يوجد سبب عضوي واضح ومحدد له حتى الآن، مشيراً إلى أنه على الرغم من كونه أكثر شيوعاً لدى البالغين، إلا أنه يصيب نسبة لا بأس بها من الأطفال، وإن كانت أقل.

وأضاف أن الأعراض لدى هذه الفئة العمرية تتشابه مع أعراض البالغين، حيث تشمل غالباً آلاماً وتقلصات متكررة في البطن، قد تكون مصحوبة بالانتفاخ، مع حدوث تغير ملحوظ في عادات الإخراج، سواء في عدد المرات أو في طبيعة قوام البراز، وقد تختلف الصورة السريرية بين غلبة الإسهال أو الإمساك أو كون آلام البطن هي العرض الرئيسي المسيطر.

وأشار الدكتور العتيبي إلى وجود عدة عوامل خطر قد تزيد من احتمالية إصابة الطفل بالقولون العصبي، من أبرزها وجود تاريخ عائلي للإصابة بنفس الحالة.

وتلعب الضغوط النفسية المستمرة دوراً هاماً، مثل القلق أو الخوف المرتبط بالمدرسة، أو التوتر الناتج عن مشاكل أسرية كانفصال الوالدين. بالإضافة إلى ذلك، قد تساهم الحساسية تجاه بعض أنواع الأطعمة، مثل عدم تحمل اللاكتوز الموجود في منتجات الحليب، أو فرط نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء، والذي قد يحدث أحياناً نتيجة الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، في ظهور الأعراض أو تفاقمها.

وبيّن الاستشاري أن تشخيص القولون العصبي لدى الأطفال يعتمد على معايير محددة، أهمها تكرار ألم البطن لما لا يقل عن أربعة أيام في الأسبوع، وأن يكون هذا الألم مرتبطاً بعملية الإخراج «إما يتحسن أو يسوء بعدها»، أو مرتبطاً بتغير في عدد مرات التبرز أو في قوامه.

وشدد على أهمية استبعاد وجود أي أمراض عضوية أخرى شائعة في هذه الفئة العمرية قبل تأكيد تشخيص القولون العصبي.

وفيما يتعلق بالعلاج، أكد الدكتور العتيبي على أهمية العلاج المعرفي السلوكي كأحد الركائز الأساسية في التعامل مع الأطفال المصابين، إلى جانب ضرورة تجنب تعريض الطفل للضغوط النفسية قدر المستطاع.

وأوضح أن الخطة العلاجية قد تتضمن أيضاً استخدام البكتيريا النافعة «البروبيوتيك»، خاصة في الحالات التي يشتبه فيها بوجود فرط نمو للبكتيريا الضارة.

وقال يُعد تعديل النظام الغذائي خطوة مهمة، ويشمل ذلك غالباً خفض استهلاك منتجات اللاكتوز، والاعتماد على حمية ”الفودماب“ «Low FODMAP Diet» التي ترتكز على تقليل تناول أنواع معينة من السكريات سهلة التخمر الموجودة في بعض الأطعمة كبعض البقوليات والمنتجات المحتوية على الجلوتين.

وأكد الدكتور العتيبي أن غالبية الأطفال المصابين بالقولون العصبي لديهم فرصة جيدة لتجاوز هذه المرحلة والتحسن بشكل كبير مع التقدم في العمر، خاصة عند تلقي العلاج المناسب وتوفير بيئة داعمة نفسياً وتقليل عوامل التوتر المحيطة بهم.

ونوه إلى أن استخدام بعض الأدوية مثل مضادات التشنجات أو مضادات الاكتئاب لدى الأطفال المصابين بالقولون العصبي لا يتم إلا بحذر شديد وتحت إشراف طبيب مختص، ووفقاً للتوصيات الطبية المعتمدة محلياً وعالمياً.

ووجه الدكتور العتيبي دعوة مباشرة لأولياء الأمور بضرورة تجنب ممارسة أي ضغوط نفسية على أطفالهم، لا سيما خلال فترات حساسة مثل الاختبارات الدراسية، مؤكداً أن الاستقرار النفسي للطفل يلعب دوراً محورياً في تجنب تفاقم أعراض القولون العصبي.

واختتم قائلاً: ”نتمنى صحة جيدة لأطفالنا، وأن نحرص على دعمهم نفسياً بعيدًا عن القلق والمشاكل الأسرية“.